كيف حدثت المعجزة الاقتصادية في اليابان /// من صنع المعجزة اليابانية وكيف ؟



كيف حدثت المعجزة الاقتصادية في اليابان
من صنع المعجزة اليابانية وكيف ؟
----------------------------------
ما يوصف بالمعجزة الاقتصادية اليابانية لم يكن للتعليم دور مركزي فيها كما هو رائج عند المثقفين والعامة العرب ..
وانما حدثت النهضة الاقتصادية في اليابان بسبب عوامل اقتصادية اساسية جوهرها والدعامة الرئيسية فيها الدعم الامريكي الهائل لحماية اليابان وجنوب شرق اسيا من ما سمي بالخطرالشيوعي السوفياتي والصيني
وايضا لمهارة وعبقرية الادارة الحكومية اليابانية التي وفرت دعما هائلا لتسهيل تمويل المشاريع الاقتصادية بالاضافة الى مبادرات نخبة من الطموحين المغامرين اليابانيين .. الى جانب تحديات الصراع الامريكي السوفياتي والحرب الكورية .. والمخاوف من تمدد الشيوعية.
كانت الرافعة الرئيسية الاساسية للمعجزة الاقتصادية اليابانية هي استفادة اليابان  بعد الحرب العالمية الثانية  خلال فترة ما سمي بالحرب الباردة من المساعدات الامريكية المالية والتقنية الضخمة . بالاضافة الى التدخل الاقتصادي للحكومة اليابانية.
فبعد الحرب العالمية الثانية حققت الولايات المتحدة وجودًا قويًا في اليابان (احتلال) بهدف تعطيل زحف النفوذ السوفييتي  الذي سمي انذاك بالخطر الشيوعي. وايضا لمواجهة اطماع الصين الشيوعية في جنوب شرق اسيا . فاليابان كانت تواجه تهديدا بأن الشعب الياباني التعيس والفقير بعد الحرب العالمية الثانية سوف يتحول إلى الشيوعية وإن فعل ذلك سيضمن هذا سيطرة الاتحاد السوفيتي على المحيط الهادئ.
 لهذا كانت الولايات المتحدة معنيةً بالنمو الاقتصادي في اليابان و المانيا بالدرجة الرئيسية وفي اوروبا بوجه عام حيث كان لدعمها المالي من خلال مشروع مارشال هو الرافعة التي انقذت بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وباقي دول اورويا الغربية فسيطرت وعززت الولايات المتحدة نفوذها في اوروبا الغربية فيما سيطر الاتحاد السوفياتي على اوروبا الشرقية ..
الخلفية التاريخية
بعد توقيع الإمبراطور الياباني لوثيقة الاستسلام وتعيين الجنرال ماك آرثر حاكمًا فعليًا لليابان بدأت سنوات احتلال الولايات المتحدة لها (1951:1945)، العام الذي تلا كل هذه المذابح كان أحد أسوأ الأعوام في التاريخ الياباني، انهيار الاقتصاد تسبب في نقص حاد في الإنتاج والسلع والغذاء مما أنذر بمجاعات واسعة النطاق تتسبب في هلاك مئات الآلاف، انتشرت الأسواق السوداء مع ارتفاع هائل في الأسعار، ثم زادت الولايات المتحدة بتسريح الجيش الياباني بالكامل مما أدى إلى وجود ما يقارب الخمسة ملايين عاطل بجوار الآخرين، والعدد النهائي الذي كان مطلوبًا من الدولة اقتصاديًا استيعابه هو عشرة ملايين عاطل.
وكانت المساعدات، الامريكية من اهم قواعد واسس دعائم نجاة اليابان في السنوات الخمس العجاف بعد الاستسلام حيث بلغت المساعدات الأمريكية (مليار ونصف دولار من 1950:1945).
وكان العامل الثاني من الدعائم خطة الحكومة التي ادت الى استيعاب قطاعا (الزراعة والأعمال الحرفية) الملايين من العاطلين عن العمل الجوعى البؤساء مما ساهم في تخفيف حدة انهيار ما بعد الحرب.
 لكن التضخم بقي كما هو مع انتشار مخيف للأسواق السوداء، بالطبع مارست الولايات المتحدة هوايتها الأثيرة في التحكم عن طريق المساعدات، وتقريبًا من أهم دعائم نجاة اليابان في السنوات الخمس العجاف بعد الاستسلام هي المساعدات الأمريكية (مليار ونصف دولار من 1950:1945)، كل ذلك لم يكن له أن يستمر للأبد، وهنا بدأت البراعة اليابانية
المساهمات الأمريكية
في منتصف العقد الرابع من القرن العشرين وحتى نهايته هددت تكاليف الحرب بحدوث دمار اقتصادي في اليابان. فقد كان التضخم الاقتصادي والبطالة والنقص في جميع المجالات متفاقمًا بشدة بعد الحرب العالمية الثانية. ولعبت الإدارة الأمريكية، تحت إشراف القائد الأعلى لقوات التحالف سكاب  (SCAP)، دورًا محوريًا في تعافي الاقتصاد الياباني في بدايته، الى جانب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليابانية التي كانت تدعم النمو السريع بعد الحرب. فقد كان المسؤولون في القيادة العليا لقوات التحالف يرون أن التنمية الاقتصادية لن تحقق الديمقراطية فقط في اليابان، ولكنها ستحول أيضًا دون عودة ظهور السياسة العسكرية وستعيق الشيوعية. ولقد أضافت العمليات العسكرية العدائية في شبه جزيرة كوريا المزيد من الدعم للاقتصاد الياباني عام 1950 فقد دفعت الإدارة الأمريكية للحكومة اليابانية مبالغ طائلة من أجل عمليات "شراء خاصة".وكانت تلك المدفعوعات تعادل 27% من إجمالي حركة التصدير اليابانية. (حسب : فوفقًا لميكيسو هين (Takafusa (1981). "3: Rapid Growth". ).
 ولقد أصرت الولايات المتحدة أيضًا على دخول اليابان الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة (اتفاقية الجات) كـ "عضو مؤقت" - رغم معارضة بريطانيا.
الإسهامات الحكومية
استمرت فترة التعافي المالي في اليابان حتى بعد انسحاب القيادة العامة لقوات التحالف وكان الازدهار الاقتصادي مدفوعًا بانتهاء الحرب الكورية. لقد صمد الاقتصاد الياباني أمام الركود الكبير الناتج عن خسارة المدفوعات الأمريكية لعمليات الشراء العسكرية واستمر في تحقيق المكاسب.
ومع نهاية الستينيات كانت اليابان قد نفضت أشلاء الحرب العالمية الثانية لتحقق تعافيًا اقتصاديًا سريعًا مذهلاً وكاملاً. فوفقًا لميكيسو هين، شهدت الفترة المؤدية إلى نهاية الستينيات "أعظم سنوات الرخاء في اليابان منذ أن حبست إلهة الشمس نفسها خلف باب حجري اعتراضًا على سوء سلوكيات شقيقها سوسانو "  و ساهمت الحكومة اليابانية في المعجزة الاقتصادية في اليابان بعد الحرب بدفع النمو الاقتصادي في القطاع الخاص، أولاً من خلال سن القوانين وتشريعات الحماية التي أدارت الأزمات الاقتصادية إدارة فعالة ثم ركز لاحقًا على التوسع التجاري.
إدارة رئيس الوزراء إيكيدا
في عام 1954، تطور النظام الاقتصادي لوزارة الصناعة والتجارة الدولية في اليابان خلال الفترة من 1949 إلى 1953 ليصبح بأقصى قدراته. فقد اتبع رئيس الوزراء هاياتو ايكيدا الذي يطلق عليه جونسون "المهندس المعماري الأبرز في المعجزة الاقتصادية في اليابان" سياسة الصناعات الثقيلة.
دور البنوك  ودور (مجموعات الاعمال - كيرستو)
ولقد أدت هذه السياسة إلى نشأة "الاقتراض الزائد" (أسلوب استمر حتى اليوم) حيث يقوم بنك اليابان بإصدار قروض إلى البنوك المحلية والتي تصدر بدورها القروض إلى تكتل الشركات. نظرًا لنقص رأس المال في اليابان في ذلك الوقت، كانت تكتلات الشركات تقترض ما يتجاوز قدراتها على إعادة الدفع، وكانت تقترض غالبًا ما يتجاوز صافي قيمتها، ولقد تسبب هذا إلى لجوء البنوك المحلية بدورها إلى الاقتراض الزائد من بنك اليابان. مما منح بنك اليابان الوطني سلطةً فوق البنوك المحلية المستقلة.
لقد أدى أيضًا نظام الاقتراض الزائد، المقترن بإرخاء الحكومة لقوانين مكافحة الاحتكار)من آثار حكم القيادة العامة لقوات التحالف) إلى عودة نشأة مجموعات تكتلات الشركات المسماة كيرستو التي تعكس تكتلات الشركات أثناء الحرب أوزايباتسو -  كيرستو  - عملت بكفاءة على توزيع الموارد وأصبحت منافسة على المستوى العالمي.
لقد لعبت البنوك المحلية دورًا جوهريًا في قصة نجاح تكتلات الشركات كيرستو، حيث قدمت القروض بسخاء وجعلت امتلاك الأسهم رسميًا في الصناعات المختلفة. فقد دفعت كيرستو كلاًّ من التكامل الأفقي والتكامل الرأسي، ومنعت الشركات الأجنبية من الدخول إلى الصناعات اليابانية
مجموعة كيرستو ترتبط ارتباطًا وثيقًا بوزارة الصناعة والتجارة الدولية ويوفران معًا من خلال التوضيع المشترك للأسهم، حماية الأسهم من عمليات الاستحواذ الأجنبية. فعلى سبيل المثال، تم تخصيص 83% من تمويلات بنك التنمية الياباني للصناعات الإستراتيجية : بناء السفن وإنتاج الطاقة الكهربائية والفحم الحجري والصلب.[ Chalmers Johnson MITI and the Japanese Miracle p. 211 ] ولقد ثبت أن كيرستو قد لعبت دورًا محوريًا في الإجراءات الوقائية التي غلفت الاقتصاد الياباني الناشئ.
كما دعمت كيرستو تغيير سلوكيات المديرين اليابانيين الذين تساهلوا مع انخفاض الأرباح على المدى القصير فقد كانت مجموعات كيرستو أقل اهتمامًا بزيادة أرباح الأسهم والأرباح وكانت معنيةً أكثر بـ مدفوعات الفوائد. فقد كانت تتم المضاربة بما يقرب من ثلثي أسهم الشركة، مما كان يحصن تكتلات كيرستو ضد تذبذبات السوق ويسمح لمديري تكتلات كيرستو بالتخطيط طويل المدى وتعظيم الأسهم السوقية بدلاً من التركيز على الأرباح قصيرة المدى.
نظرًا لنقص رأس المال في اليابان في ذلك الوقت، كانت تكتلات الشركات تقترض ما يتجاوز قدراتها على إعادة الدفع، وكانت تقترض غالبًا ما يتجاوز صافي قيمتها، ولقد تسبب هذا إلى لجوء البنوك المحلية بدورها إلى الاقتراض الزائد من بنك اليابان
ولقد أدت هذه السياسة إلى نشأة "الاقتراض الزائد" (أسلوب استمر حتى اليوم) حيث يقوم بنك اليابان بإصدار قروض إلى البنوك المحلية والتي تصدر بدورها القروض إلى تكتل الشركات
أسست إدارة إيكيدا أيضًا سياسة توزيع التجارة الأجنبية، وهو نظام لتنظيم الواردات وضع بهدف منع المنتجات الأجنبية من إغراق الأسواق اليابانية. استخدام وزارة الصناعة والتجارة الدولية هذه السياسة في دفع الاقتصاد من خلال تشجيع الصادرات وإدارة الاستثمار ومراقبة القدرات الإنتاجية. ولقد قامت الوزارة عام 1953 بتنقيح سياسة توزيع التجارة الأجنبية لدعم الصناعات المحلية وزيادة حافز القدرة على التصدير ومراجعة الروابط في نظام التصدير. ولقد أكدت عملية مراجعة لاحقة على هذه السياسة القدرة الإنتاجية القائمة على توزيع التجارة الأجنبية بهدف منع الإغراق الأجنبي
الرواج في الستينيات" والانتقال إلى التصدير
لقد مهدت فترة النمو الاقتصادي السريع ما بين عامي 1955 و1961 الطريق أمام "الرواج في الستينيات" هذا العقد الثاني الذي ارتبط عمومًا بالمعجزة الاقتصادية اليابانية. فقد قدر إجمالي الناتج المحلي في اليابان عام 1965 بما يزيد عن 91 مليار دولار أمريكي. وبعد خمسة عشر عامًا، أي عام 1980، ارتفع إجمالي الناتج المحلي الاسمي ارتفاعًا كبيرًا ليسجل رقمًا قياسيًا قيمته 1.065 تريليون دولار أمريكي.
في ظل قيادة رئيس الوزراء إيكيدا، وزير الصناعة والتجارة الدولية السابق، نفذت الحكومة اليابانية "خطة طموحة لمضاعفة الدخل." فقام إيكيدا بخفض معدلات الفائدة والضرائب أمام العاملين في القطاع الخاص بهدف تشجيع الإنفاق. بالإضافة إلى ذلك، ونتيجة المرونة المالية التي قدمها برنامج القروض والاستثمار المالي (FILP)، قامت حكومة إيكيدا بتوسعة نطاق الاستثمار سريعًا في إقامة البنية التحتية في اليابان فقامت بإنشاء مرافق الطرق السريعة والسكك الحديدية فائقة السرعة والمترو والمطارات والموانئ والسدود. وعملت حكومة إيكيدا أيضًا على توسعة نطاق الاستثمار الحكومي في قطاع الاتصالات في الاقتصاد الياباني والذي تجاهلته الحكومات السابقة. ولقد أدى كل إجراء من هؤلاء إلى استمرار توجه اليابان نحو الاقتصاد المُدار الذي يلخص نموذج الاقتصاد المختلط.
إلى جانب التزام حكومة إيكيدا بالتدخل الحكومي وتنظيم الاقتصاد، اتجهت الحكومة نحو تحرير التجارة. فبحلول شهر إبريل من عام 1960 تم تحرير ما يقرب من 41 في المائة من تجارة الواردات (مقارنة بنسبة 22 في المائة عام 1956). وكان إيكيدا يخطط لتحرير التجارة بنسبة 80 في المائة في غضون ثلاثة أعوام. ولكن واجهت خططه معارضةً شديدة من كلا القطاعين اللذين كانا يعملون جاهدين من أجل الإقراض الزائد ومن الجمهور القومي الذي كان يخشى عمليات الاستحواذ من قبل الشركات الأجنبية.
 وربطت الصحافة اليابانية بين تحرير التجارة وبين "القدوم الثاني لـ السفن الغربية السوداء" و"الجزر اليابانية بلا حماية في مواجهة هجوم شنته القوى الرأسمالية الأجنبية الهائلة" و"جاهزية الاقتصاد الياباني للمعركة الدموية بين رأس المال الوطني ورأس المال الأجنبي." وكانت خطة مضاعفة الدخل لحكومة إيكيدا ردًا على هذه المعارضة المتزايدة والخوف المنتشر بشأن تحرير التجارة، وتم تبني هذه السياسة لتهدئة التظاهرات العامة. ولقد كانت دوافع إيكيدا براجماتية بصورة أصيلة وقائمة على السياسة الخارجية. ولم ينتقل إلى تحرير التجارة إلا بعد أن أمن سوقًا محميًا بمجموعة من التشريعات الداخلية التي انحازت للمنتجات والشركات اليابانية.
كما قام إيكيدا بإنشاء عدد من وكالات التوزيع الموالية بمساعدة أجنبية بهدف إبداء استعداد اليابان للمشاركة في النظام الدولي ودعم الصادرات. ولم يكن إنشاء تلك الوكالات مجرد امتياز بسيط مُنح للمنظمات الدولية، بل كان أيضًا لتخفيف المخاوف العامة المتعلقة بتحرير التجارة. كما دعم إيكيدا التكامل الاقتصادي العالمي لليابان من خلال الانضمام إلى اتفاقية الجات عام 1963، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 1964. وعندما ترك إيكيدا منصبه، كان إجمالي الناتج المحلي يرتفع بنسبة خيالية تبلغ 13.9 في المائة.
الحرب الكورية والدعم الامريكي
-----------------------------------
أضافت العمليات العسكرية العدائية في شبه جزيرة كوريا المزيد من الدعم للاقتصاد عام 1950 فقد دفعت الإدارة الأمريكية للحكومة اليابانية مبالغ طائلة من أجل عمليات "شراء خاصة".وكانت تلك المدفعوعات تعادل 27% من إجمالي حركة التصدير اليابانية.
ولقد أصرت الولايات المتحدة أيضًا على دخول اليابان الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجاراتفاقية الجات كـ "عضو مؤقت" - رغم معارضة بريطانيا. وفي أثناء الحرب الكورية، انسحبت القيادة العامة لقوات التحالف وأعادت معاهدة السلام مع اليابان السيادة للحكومة اليابانية.

استمرت فترة التعافي المالي في اليابان حتى بعد انسحاب القيادة العامة لقوات التحالف وكان الازدهار الاقتصادي مدفوعًا بانتهاء الحرب الكورية. لقد صمد الاقتصاد الياباني أمام الركود الكبير الناتج عن خسارة المدفوعات الأمريكية لعمليات الشراء العسكرية واستمر في تحقيق المكاسب
تحرير التجارة
إلى جانب التزام حكومة إيكيدا بالتدخل الحكومي وتنظيم الاقتصاد، اتجهت الحكومة نحو تحرير التجارة. فبحلول شهر إبريل من عام 1960 تم تحرير ما يقرب من 41 في المائة من تجارة الواردات (مقارنة بنسبة 22 في المائة عام 1956). وكان إيكيدا يخطط لتحرير التجارة بنسبة 80 في المائة في غضون ثلاثة أعوام.
ولكن واجهت خططه معارضةً شديدة من كلا القطاعين اللذين كانا يعملون جاهدين من أجل الإقراض الزائد ومن الجمهور القومي الذي كان يخشى عمليات الاستحواذ من قبل الشركات الأجنبية. وربطت الصحافة اليابانية بين تحرير التجارة وبين "القدوم الثاني لـ السفن الغربية السوداء" و"الجزر اليابانية بلا حماية في مواجهة هجوم شنته القوى الرأسمالية الأجنبية الهائلة" و"جاهزية الاقتصاد الياباني للمعركة الدموية بين رأس المال الوطني ورأس المال الأجنبي."
وكانت خطة مضاعفة الدخل لحكومة إيكيدا ردًا على هذه المعارضة المتزايدة والخوف المنتشر بشأن تحرير التجارة، وتم تبني هذه السياسة لتهدئة التظاهرات العامة. ولقد كانت دوافع إيكيدا براجماتية بصورة أصيلة وقائمة على السياسة الخارجية. ولم ينتقل إلى تحرير التجارة إلا بعد أن أمن سوقًا محميًا بمجموعة من التشريعات الداخلية التي انحازت للمنتجات والشركات اليابانية
كما قام إيكيدا بإنشاء عدد من وكالات التوزيع الموالية بمساعدة أجنبية بهدف إبداء استعداد اليابان للمشاركة في النظام الدولي ودعم الصادرات. ولم يكن إنشاء تلك الوكالات مجرد امتياز بسيط مُنح للمنظمات الدولية، بل كان أيضًا لتخفيف المخاوف العامة المتعلقة بتحرير التجارة. كما دعم إيكيدا التكامل الاقتصادي العالمي لليابان من خلال الانضمام إلى اتفاقية الجاتعام 1963، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 1964. وعندما ترك إيكيدا منصبه، كان إجمالي الناتج المحلي يرتفع بنسبة خيالية تبلغ 13.9 في المائة.

نشر كانيم أكاماتسو عام 1962 مقالته الشهيرة لتقديم فكرة نموذج الإوز الطائر ويتوقع في هذا النموذج أن الدول الأسيوية ستلحق بالعالم الغربي كجزء من تسلسل إقليمي حيث سيتحول إنتاج البضائع الاستهلاكية باستمرار من الدول الأكثر تقدمًا إلى الدول الأقل تقدمًا. ولقد سمي هذا النموذج بهذا الاسم حيث كان أكاماتسو يرى هذا النموذج كصورة الإوز الطائر في تناغم بينما تقوم اليابان بدور القائد المستبصر
ومن السمات المميزة للاقتصاد الياباني أثناء سنوات "المعجزة الاقتصادية": التعاون بين المصنعين والموردين والموزعين والبنوك في جماعات مترابطة يطلق عليها اسم كيرستو (مجموعات الأعمال)P واتحادات نقابات الصناعات القوية وشانتو  (الأجور السنوية) المميزةP  والعلاقات الطيبة مع الموظفين الحكوميين وضمان العمل طوال العمر (شوشين كويو (العمالة الدائمة في اليابان)) في الشركات الكبيرة وفي المصانع العمالية المنظمة جدًا. لقد انبثقت هذه المعجزة الاقتصادية أساسًا عن السياسة الاقتصادية اليابانية، لا سيما من خلال وزارة الصناعة والتجارة الدولية.
رجال صنعوا اسطورة اليابان
اولا : سابورو أوكيتا و يونوسوكي جوتو
-------------------------------------------
قبل الهزيمة في الحرب العالمية الثانية بشهر كان هناك شابان مسئولان منفصلان تمامًا عن الواقع، اليابان تنهار والولايات المتحدة توشك على دكها بالكامل والأرض الطيبة تتحول لأرض رعب مقيم، لكن الشابين وسط كل ذلك كانا يفكران في أشياء أخرى أهم ألف مرة.

قبل شهر من الاستسلام رأى (سابورو أوكيتا ويونوسوكي جوتو) أن الهزيمة آتية لا محالة وستجلب معها انهيارًا اقتصاديًا لا مفر منه، كان الاثنان يعملان مهندسيْ كهرباء في العاصمة الصينية بكين، لكنهما عندما شاهدا ما يحدث عادا إلى طوكيو ليبدآ التحضير لجلسات نقاشية أولية يتم فيها وضع خطة لتجاوز ما سيحدث اقتصاديًا، عقد الاجتماع الأول يوم 16 أغسطس لعام 1945 (بعد الهزيمة بيوم واحد فقط)، وفيه تمت مناقشة اتفاقية بريتون وودز التي كانت وقعت قبل الجلسة بعام في الولايات المتحدة ونتج عنها تثبيت الدولار كعملة قياسية وإنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

بمرور الوقت تحولت الجلسات من جلسات خاصة لجلسات عامة يحضرها أكاديميو وسياسيو اليابان لمناقشة إعادة الإعمار، وتولى أوكيتا وجوتو مهمة تلخيص نقاط كل جلسة نقاشية وتحويلها لتقرير كامل، بعد فترة أخرى تبنت الحكومة الجلسات رسميًا وضمتها وزارة الخارجية إليها تحت مسمى (لجنة المسح الخاصة).

في أواخر عام 1945 ظهرت المسودة الأولى لتقرير الجلسات الشامل، ثم ظهرت المسودة النهائية في مارس من 1946، ثم خضعت لتعديلات لتظهر نسخة التقرير النهائية في سبتمبر من نفس العام وكان عنوانها (المشكلات الأساسية لإعادة إعمار الاقتصاد الياباني)، تناول التقرير المشكلات والتحديات التي تواجه الاقتصاد مع توصيف دقيق جدًا للوضع الداخلي، ثم وضع إستراتيجية عامة لمواجهة كل المشكلات، ثم في مرحلة التقرير الثالثة وضعت توصيات التحرك لإعادة الإعمار بالتفصيل، مثل التقرير مثالًا بليغًا متداولًا حتى الآن على العقلية اليابانية الخلاقة، ومازالت اليابان تعمل ببعض توصياته الاقتصادية حتى لحظتنا هذه
ثانيا : سويتشيرو مؤسس شركة هوندا ,, لم يكن عالما ولا فيلسوفا ولم يكمل تعليمه المدرسي
---------------------------
في عالم ما قبل الحرب كان هناك طفل في مقاطعة هماماتسو ينحدر من أسرة شديدة الفقر، ابن لحداد وطالب من أفشل طلاب مدرسته، كان هذا الطفل يحب مراقبة والده وهو يعمل في ورشته وتعلم منه استخدام الأفران لصهر المعادن وصب القوالب، وعلى الرغم من فشله الدراسي إلا أنه كان مجنونًا بالميكانيكا ولذلك عندما فتح والده ورشة صغيرة لتصليح الدراجات الهوائية كان الطفل ذراعه الأيمن فيها، ثم أنهى دراسته الثانوية في الخامسة عشرة من عمره ليرحل إلى طوكيو ويعمل في شركة صغيرة لتصليح السيارات ويتطور عامًا بعد الآخر ليصل لرئاسة فرع الشركة في هماماتسو وهو في الحادية والعشرين فقط من العمر.

بعد عام واحد فقط ترك الشركة ليبدأ في تأسيس ورشته الخاصة في عام 1928، كانت مكابس السيارات في هذا الوقت تصنع من الخشب فبدأ هو باختراع مكابس معدنية للسيارات، عندما وجد أنه يحتاج للدراسة عاد إلى معهد المقاطعة الفني ليدرس فيه الهندسة الميكانيكية، ثم أنشأ ورشة لإنتاج بعض قطع السيارات لعملاق الصناعة اليابانية (تويوتا)، كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة له حتى أتى العام 44 لتضرب قاذفة قنابل أمريكية ورشته ثم يكمل عليها زلزال في العام 45 بعد أن أنشأها مرة أخرى، لتنتهي الحرب العالمية الثانية بخسارته لكل شيء.

بعد الحرب، ترك الشاب مجال السيارات واتجه لسوق الدراجات النارية بالصدفة البحتة، في العام التالي مباشرة لقصف اليابان النووي أسس معهدًا للأبحاث التقنية والميكانيكية ثم بدأ في تطوير محركات للدراجات النارية، في هذا الوقت كانت هناك مائتان وخمسون شركة عاملة في اليابان في هذا المجال، بدأ بتصنيع أولى أجيال دراجته (Dream)، وبحملة تسويق عبقرية واستهداف مكثف لشرائح المراهقين والفتيات ممن يستخدمون الدراجات الهوائية استطاع بعد سنوات معدودة أن يصبح الشركة اليابانية الأولى في تصنيع الدراجات النارية، ثم لم يكتف بذلك وإنما ذهب للولايات المتحدة ليغزو السوق هناك في عقر دارهم واستطاع بعد عشر سنوات أخرى أن يصدر للولايات المتحدة مليون دراجة نارية في العام!

بالتوازي وفي بداية الستينات بدأ الشاب في الدخول إلى مجال صناعة السيارات، كان هذا المجال محرمًا في اليابان بشكل غير رسمي بعد فشل عشر شركات منذ العام 1925 في دخول السوق، لكن الشاب وببراعة وبدعم مطلق من وزارة التجارة الدولية بدأ تصنيع السيارات في إطار إستراتيجية الوزارة لرفع الصناعة اليابانية لتنافس نظيرتها الأمريكية، لتصبح شركته فيما بعد أحد أكبر ستة مصنعين للسيارات في العالم، والأولى عالميًا في تصنيع الدراجات النارية.

الشاب الذي يدعى (سويتشيرو) مؤسسًا لعلامة تجارية تقدر قيمتها الآن بما يفوق الستين مليار دولار كإحدى أكبر الشركات العالمية، الشركة التي تدعى (هوندا(
نهاية المعجزة
انتهت فترة النمو مع حدوث فقاعة أسعار الأصول اليابانية عام 1991. ثم تلا ذلك "العقد المفقود" (1991–2000(
تتسق أيضًا نتيجة المعجزة الاقتصادية مع نتيجة الحرب الباردة. ففي حين وصل سوق الأوراق المالية في اليابان إلى أقصى قمة له مع نهاية عام 1989، فقد تعافى لاحقًا عام 1990، ثم انخفض انخفاضًا شديدًا عام 1991. وتتسق نتيجة فقاعة أسعار الأصول اليابانية مع سنة اندلاع حرب الخليج وتفكك الاتحاد السوفيتي

----------------------
المعجزة اليابانية لا دور اساسي فيها للتعليم
موجز تاريخ التعليم في اليابان
----------------------------------------------------------
من القرن 6 إلى القرن 15
دخلت التعاليم الصينية إلى اليابان بدءاً من القرن السادس بالترافق مع دخول البوذية، بالإضافة إلى نظام الكتابة الصينية و الأدب الصيني و الكونفوشيوسية. وبحلول القرن التاسع كان في هييان-كيو (الاسم القديم لكيوتو) التي كانت عاصمة اليابان خمسة معاهد للتعليم العالي، وفي أثناء فترة هييآن تأسست الكثير من المدارس من قبل النبلاء الإقطاعيين والسدة الإمبراطورية. وفي العصور الوسطى (1185 - 1600) تأسس معاهد دينية تتبع الزن البوذية وكان لها أهمية كبيرة في عملية التعليم، بالإضافة إلى أن مدرسة أشيكاغا ازدهرت في القرن الخامس عشر للتعليم العالي.
-----------------------
القرن السادس عشر
في القرن السادس عشر كان هناك اتصال بين اليابان والقوى الأوروبية الرئيسية، حيث دخل الكثير من اليسوعيين المبشرين الذين اصطحبهم التجار البرتغاليين لنشر المسيحية وفتحوا عددا من المدارس الدينية، وبهذا بدأ الطلاب اليابانيين بدراسة اللغة اللاتينية والموسيقى الغربية بالترافق مع لغتهم الأم.
-------------------------
فترة إدو
بحلول عام 1603، كانت اليابان قد توحدت تحت إمرة توكوغاوا وفي عام 1640 تم ترحيل الأجانب من اليابان ومنع المسيحية ومنع جميع العلاقات مع الأجانب. وبهذا دخلت اليابان في فترة من العزلة وفترة من الهدوء والسلام الداخلي بعد فترة الدويلات المتحاربة استمرت فترة أكثر من 200 عام. عند بداية فترة إدو كان القليل من اليابانيين يستطيعون القراءة والكتابة، أما مع نهاية الفترة فكان نسبة كبيرة من الناس يستطيعون القراءة والكتابة وارتفعت نسبة التعليم وكان هذا الأساس الذي سهل الانتقال أثناء فترة ميجي من العصر الإقطاعي إلى الدولة الحديثة. حيث كانت تقدر نسبة التعليم فوق 80% للرجال، وبين 60% إلى 70% للنساء وترتفع النسبة في المدن الكبرى كإدو وأوساكا.
----------------------------
فترة ميجي
بعد 1868 حيث جرى إصلاح ميجي وضعت اليابان في عجلة التحديث. وضعت حكومة ميجي نظام للتعليم لتساعد اليابان على اللحاق بركب الغرب، حيث أرسلت بعثات للغرب لدراسة النظم التعليمية في الدول الغربية، ورجعت بأفكار مثل اللامركزية ومجالس التعليم المحلية، وبعد عدة محاولات لتعديل نظام التعليم توصلت اليابان إلى وضع نظام تعليم مناسب لها. وارتفعت نسبة التحاق الأطفال بالمدارسة من 40%-50% في عام 1870 إلى 90% في عام 1900 على الرغم من أصوات المعارضة الشعبية خاصة ضد رسوم المدارس.
---------------------------------
في أواخر القرن التاسع عشر تم إدخال المزيد من الأفكار التقليدية إلى التعليم مثل مبادئ الكونفوشيوسية خاصة التي تتعلق بالعلاقات الإنسانية والقومية وحب الوطن والتعليم والأخلاق.
قبل الحرب العالمية الثانية
-------------------------------------
في أوائل القرن العشرين، كان التعليم في المراحل الأولى مساواتيا، أما في المراحل العليا فكان قد قسم على سياقات وغير متاحا للجميع من دون النخبة. وكان هناك بعض الجامعات الإمبراطورية التي كان للألمان نفوذ ملحوظ فيها. كما أن بعض الجامعات فقط قبلت الإناث بالإضافة إلى وجود جامعات مخصصة للإناث، وقامت البعثات التبشيرية المسيحية بافتتاح دور تعليمية خاصة للإناث خاصة في المراحل التعليمية المتوسطة. بعد 1919 وافقت الحكومة على فتح بعض الجامعات الخاصة.
-------------------------------
أثناء الاحتلال
قام صناع القرار خلال فترة الاحتلال لليابان بالعلم على وضع نظام تعليم ديمقراطي يتألف من ثلاثة مراحل (ستة-ثلاثة-ثلاثة سنوات) ورفع مدة التعليم الإلزامي إلى تسع سنوات. كما تم تعديل الكتب المدرسية والمقررات بإزالة الروح القومية منها واستبدلت بمواضيع اجتماعية وأسست اتحادات المعلمين. ومع إلغاء حكر التعليم العالي على النخبة وزيادة عدد معاهد التعليم العالي ازدادت فرصة دخول الجامعات.
--------------------------
بعد الاحتلال
بعد أن استعادت اليابان سلطتها عام 1951، بدأت مباشرة بتعديل نظام التعليم ليعكس الأفكار اليابانية حول التعليم والإدارة التعليمية. حيث عادت سيطرة وزارة التعليم اليابانية وتم تعيين مجالس المدارس بدل من انتخابها. وفي فترة الستينات ظهرت الحاجة نتيجة التطور الاقتصادي السريعة إلى توسيع التعليم العالي، وهذا ترافق مع ظهور الكثير من المشاكل في الجامعات اليابانية تحت تأثير الكثير من العوامل مثل الاعتراض على الحرب الفيتنامية، تأثر الطلاب بالكثير من الحركات الفكرية في اليابان بالإضافة إلى معارضتهم لأنظمة الجامعات.
استجابت الحكومة لطلبات الطلاب بوضع قانون تنظيم الجامعات عام 1969 الذي جاء بالكثير من الإصلاحات في النظام التعليمي.
----------------------------
ثمانينات القرن العشرين
على الرغم من التقدم الكبير الذي حصل بعد الحرب العالمية الثانية في نظام التعليم إلا أنه لا زال يتعرض للعديد من الانتقادات بعضها قلة الخيارات في العملية التعليمية والنظام الزائد والأهمية العالية لامتحانات دخول المدارس والجامعات التي قد تلعب دوراً في تحديد مصير الطالب المستقبلي. على الرغم من ذلك يعتبر البعض أن النظام المتبع هو حل للكثير من المشاكل الاجتماعية التي قد تظهر إن لم يعتمد هذا النظام.

بالإضافة إلى ذلك فقد انفتح النظام التعليمي في اليابان على العالم وتوسيع القاعدة التعليمية لاستضافة العديد من الطلاب الأجانب خاصة في المراحل الجامعية ومراحل الدراسات العليا.
الخلاصة : هكذا نهضت اليابان
ونختتم قصة معجزة اليابان بالاشارة الى نماذج الرجال الذين صنعوا المعجزة الاقتصادية
كثيرون هم الرجال اليابانيون ممن شاركوا في الظروف شديدة الصعوبة، في الفشل المستمر قبل النجاح، في خروجهم عن المألوف، وفي دعم الدولة لهم في حقبة الاتجاه الياباني للنمو السريع، وفي تأثيرهم بالغ الأهمية في فترة البناء الاقتصادي الياباني وإسهام شركاتهم في وصول اليابان فيمنتصف السبعينات وما بعد لأحد أقوى وأفضل الاقتصادات العالمية وأحد أهم منافسي الولايات المتحدة الأمريكية تكنولوجيًا، من امثال "سويتشيرو مؤسسًا لهوندا، ماتسوشيتا مؤسسًا لشركة كهرباء ماتسو العالمية ليقدم للعالم (باناسونيك وناشيونال)، وماساروا إيبوكا وأكيو موريتا مؤسسا (سوني)، وغيرهم."

في الاقتصاد الياباني يطلق على فترة ما بعد انتهاء الحرب الكورية (1953) إلى أوائل العقد السبعيني فترة النمو المدهش الذي أوصل اليابان حينها لاحتلال المركز الثاني كأقوى اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة مباشرة بمعدل نمو مبهر بلغ 13.9%، في البداية كانت اليابان تعاني من مشكلات اقتصادية رئيسية، التضخم، انخفاض العملة، نقص الطاقة لاعتمادها التام على الفحم بينما اتجه العالم في تحول سريع لثورة النفط، التخلف التكنولوجي، انخفاض حاد في الصادرات.

كان أمام الشعب الياباني وحكومته خيارات قليلة جدًا وبديهية للتعامل مع الوضع، تخفيض قيمة العملة بشكل حاد، أو التقشف وانكماش الاقتصاد بالتالي، لكنّ اليابانيين اختاروا طريقًا ثالثًا بالغ الصعوبة وهو (تحسين الإنتاجية) مع استثمار فائق في القطاع التكنولوجي لمضاعفة الإنتاجية كمًّا مع هدف زيادة الجودة.

جزء كبير من التطور أيضًا يرجع للعام 1949 حيث تم دمج ثلاثة كيانات هم (وكالة الفحم، ووزارة التجارة والصناعة، ووكالة التجارة الدولية) ليظهر للنور كيان جديد هو (MITI) أو وزارة التجارة الدولية والصناعة التي ساهمت بشكل كبير في إعادة هيكلة الصناعات اليابانية بتعاون وثيق نادر بينها وبين القطاع الخاص ودفع هذه الصناعات وصولًا إلى منافسة الولايات المتحدة مباشرة.

عبقرية الـMITI تمثلت في إستراتيجيتها العامة التي اعتمدت بشكل رئيسي على الانتقائية، فكان الدعم الوثيق للسياسات الصناعية قائمًا على مفاضلة دقيقة بين الصناعات اليابانية المختلفة وقياس اتجاه العالم ثم دعم الصناعات المتوقع ارتفاع الطلب عليها كل عشر سنوات، ولذلك اهتمت الوزارة بشكل كامل بالصناعات الثقيلة والصناعات التكنولوجية والتقنية وقطاع الكهرباء والنقل، ما ساهم فيما بعد في خلق بنية تحتية أدت إلى ما نراه في اليابان اليوم
-----------------------------------------
المراجع:
Allen, G.C. Japan’s Economic Recovery. Oxford: Oxford University Press, 1958.
Allinson, Gary. Japan’s Postwar History Ithaca: Cornell University Press, 1997.
Collisson, Nancy. Examination of the Influence of Japanese Culture and the Failures of Economic Reforms Proposed by Supreme Command Allied Powers (SCAP) Economic Missions from 1947 to 1949, on High Rates of Personal Savings in Japan by Nancy Collisson] / EALC MA Thesis. University of Kansas Library (Call No.: ML410.T467 T58 1999), 1996.
Dower, John. Embracing Defeat: Japan in the Wake of World War II New York: W.W. Norton, 1999.
Forsberg, Aaron. America and the Japanese Miracle. Chapel Hill: University of North Carolina Press, 2000.
Hane, Mikiso. Eastern Phoenix: Japan Since 1945. Boulder: Westview Press, 1996.
Huber, Thomas. Strategic Economy in Japan. Boulder: Westview Press, 1994.
Jansen, The Making of Modern Japan, Belknap, 2000 (ISBN 0-674-00334-9)
Johnson, Chalmers. MITI and the Japanese Miracle: The Growth of Industrial Policy, 1925-1975. Stanford: Stanford University Press, 1982.
Okazaki, Tetsuji and Takafumi Korenaga. “The Foreign Exchange Allocation Policy in Postwar Japan.” Changes in Exchange Rates in Rapidly Developing Countries. Ed. Takatoshi Ito and Anne Krueger. Chicago: University of Chicago Press, 1999.
---. “Foreign exchange allocation and productivity growth in postwar Japan: a case of the wool industry” Japan and the World Economy 11 (1999): 267-285
Pyle, Kenneth. The Making of Modern Japan. 2nd ed. Lexington: D.C. Heath and Company, 1996.
Rasche, Paul. “Japan Inc. in the Debt Trap” April 2000. 26 November 2005.
Tsuru Shigeto, Japan's Capitalism: Creative defeat and beyond, 1993.
Vestal, James. Planning for Change: Industrial Policy and Japanese Economic Development, 1945-1990 Oxford: Clarendon Press. 1993.
Van Wolferen, The Enigma of Japanese Power, Vintage, 1990 (ISBN 0-679-72802-3)

=================================

ليست هناك تعليقات