البشرية تنتقل الى عصر جديد ما بعد الراسمالية الصناعية


البشرية تنتقل الى عصر جديد ما بعد الراسمالية الصناعية
د. ندى الغاد
————————————————–
متى يحدث التطور وتنتقل البشرية من عصر الى عصر
وهل البشرية على ابواب ثورة ام انها دخلت الباب منذ سنوات ؟
والى اين تسير البشرية .. وما هي القضايا التي تشغل علماء العالم ..
وما هو المتوقع .. ؟؟
مقدمة :
هل لديكم الرغبة لقراءة تحليل علمي يساعد على فهم الى اين تسير البشرية.؟
هل لديكم الرغبة بالتعرف على المسافة الهائلة بين ما يشغلنا نحن العرب وما يشغل علماء الغرب .؟
هل لديكم الرغبة للتعرف كيف تنتقل الامم والشعوب من عصر الى عصر ؟
هل لديكم الرغبة بالمعرفة العلمية لدور الاقتصاد في تغيير وجه الكون ؟
اتمنى ان تكون لدى بعضنا الرغبة .. لانه بدون معرفة ان تطور وسائل الانتاج الاقتصادي هي التي تؤدي الى التغيير والانتقال من عصر الى عصر لا يمكن ان يكون هناك تغيير ولا تطوير لاي مجتمع كان .. مهما كان عدد المخلصين ..
تباين الرؤى
اصدقائي الاعزاء كلنا يعترف بان البشرية شهدت عبر التاريخ تطورات هائلة وانتقلت من عصر الى عصر .. لكن ليس الكل متفق على الدافع الاساسي والرئيسي لهذا الانتقال ..
فالبعض مثل المتدينين وفقهاء الدين يرجعون السبب الى ارادة رب العالمين وان عبارة هذه ارادة الله كافية عندهم لتفسير كل شيء غامض او غير غامض ..
والبعض ينسب سبب التطور الى الصراع الطبقي وان التناقضات بين من يملك وبين من لا يملك هي الدافع وراء كل تغيير حدث في مسار البشرية ويتبنى هذه الرؤية الشيوعيين عموما اضافة الى اليسار الماركسي
وهناك وجهة نظر اخرى تعزو كل تطور وتغير شهدته البشرية الى العلم والعلوم وتعتبر ان التطور العلمي هو الذي ادى الى تطور المجتمعات والامم والشعوب
وهناك وجهة نظر رابعة ترى ان الاقتصاد هو العامل الرئيسي دون انكار او التقليل من شان العلم والمعرفة باعتبار ان العلم والمعرفة استخدما في التطور الاقتصادي بصورة رئيسية .. وان الدافع الرئيسي لكل العلوم تقريبا هو الدافع الاقتصادي ..
وليس هدفنا الان مناقشة هذه النظرات الفلسفية للامور ..
متى يحدث التطور ؟ ….
قليلون هم من قرأوا عن تطوّرالبشرية عبر التاريخ ولكن اظن ان كثيرون قرأوا عن التطور الذي شهدته البشرية في القرنين (19 و 20) ، هذا التطور الذي ادى الى تغيرات أساسية في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، وعلى مستوى مجتمعات ودول العالم .
ووفق قراءة متأنية لتفاصيل رحلة التطور في اوروبا بدءا من اول عمل ثوري حققه الاوربيون على طريق عصر النهضة والمتمثل بالاكتشافات الجغرافية (اكتشاف طريق راس الرجال الصالح .. واكتشاف الامريكيتين ) وما ادى اليه هذا الاكتشاف العظيم من حصول عدد من الدول الاوروبية (اسبانيا البرتغال بريطانيا فرنسا ) على ثروات هائلة (ذهب وملح وبهارات ) وهنا تجد الاشارة الى ان الملح والبهارات كانت اعلى سعرا من الذهب في نهايات العصور الوسطى (كونها تشكل المادة الحافظة للطعام)
وادى هذا التطور النوعي في الملكية الاقتصادية وفي السيطرة على طرق المواصلات التجارية .. ادى الى نمو نوعي في مجال تطوير وسائل الانتاج التي بدأت في مجال تطوير وسائل النقل عبر البحار .. بعد اكتشاف الفحم وادوات الزراعة .. التي ادت الى فائض في الانتاج الامر الذي دفع الى تطوير وسائل لتصنيع الفائض وهكذا ايضا في مجال صناعة الالبسة وتطوير بناء الطرق والمنازل والى جانب هذا كله كان هناك تطور ايضا في مكافحة الامراض بعد ان قضى الطاعون على مصف سكان اوروبا في بداية عصر النهضة ..
اذن يمكن القول ان التطور في امتلاك مصادر ثروة هائلة عبر الاكتشافات الجغرافية والسيطرة على طرق المواصلات وهذا طبعا انجاز اقتصادي هائل .. ترتب عليه تطوير وسائل الانتاج .. ترتب على ذلك تطور معارف وقدرات قوى الانتاج .. ترتب على ما سبق كله ان الدول التي حققت هذا التطور وتحديدا كانت لا تزال هي بريطانيا في المقدمة تليها فرنسا فاسبانيا فالبرتغال ثم تبعتها بعض الدول كهولندا والمانيا .. اصبحت هي الدول القوية وهي التي على وشك ان تتحكم في العالم سياسيا .. بعد ان بدأت مؤشرات على انهيار الدولة العثمانية بعد ان فقدت طرق التجارة التقليدية التي تمر باراضي المسلمين قيمتها .. وتحولت التجارة الى طريق راس الرجال الصالح وانتهى عصر ما كان يعرف بطريق الحرير بين اوروبا واسيا ..
وبالتدريج وخلال نحو 100 سنة من التراكم في مختلف المجالات والميادين .. حققت اوروبا ومعها الولايات المتحدة واليابان قفزة هائلة في مجال الصناعة الالية وخرج تلك الدول من الصناعات اليدوية واغلب الاعمال اليدوية .. وباتت الماكينة هي معيار القوة والسطوة والسلطة .
واستمر العالم الذي امتلك الماكينة خلال ال 100 سنة الماضية مهيمنا مسيطرا متفوقا متقدما على كل ما يعرف بدول العالم الثالث التي لم تمتلك تلك الماكينة والتي بقي نمط انتاجها الاقتصثادي على حاله دون اغيير او تطوير ..
اذن التغيير يحدث عندما تصبح وسائل الانتاج القديمة لا تفي بحاجة المجتمع ويظهر مكانها وسائل انتاج جديدة عطائها افضل ومردودها افضل وتوفر حاجات اكثر وتحقق فوائد اكثر ..
عندها تحدث الثورة التي تكون كما سبق وذكرت عن طريق التراكم الكمي الذي يؤدي الى تغيير نوعي ..
قد لا اكون قد اتيت بجديد في هذا لاسرد التاريخ وقد يعتبره البعض سطحي .. وقد يراه البعض انه بعيد عن الاسلوب الاكاديمي العلمي .. الى اخر الرؤى .. وكلها لا تهمني ما يهمني هو تبسيط الامور حتى تصل بسهولة الى الجمهور .. فهم همي وهم غايتي وليس الاكاديميين ولا من لا يمكن تغيير مواقفهم حتى لو قصفت رؤوسهم بقنابل نووية
والى اين يتجه العالم
——
ان التطوّر النوعي يحدث فقط عندما تبدأ الثورات في وسائل الانتاج بالظهور، فينقل معها نمط الانتاج وعلاقات الانتاج الى مراحل اعلى فاعلى حتى تصبح السمة العامة للمجتمع ذات خصائص جديدة بقوانين جديدة بقواعد جديدة بمطالب جديدة بثقافة جديدة برؤى جديدة باحتياجات جديدة ..
وكل هذا يؤدي بدوره الى تفاعلات جديدة وتطورات جديدة متصاعدة في رحلة تطور لا تتوقف طالما هناك بشر في هذا الكون .. فالتطور يؤدي الى تطور في مراحل جديدة متصاعدة لم يسبق لها مثيل .. اما الثبات فهو يؤدي الى الموت والفناء او التهميش والعيش على اطراف الكون ..
وعالمنا اليوم دخل مرحلة جديدة تماما من التطور .. حيث الثورة في وسائل الانتاج تحققت من خلال الانتقال من الالة – الماكينة ,, الى وسائل جديدة تماما ..
فقد مر العالم بثورة دولاب الخياطة ثم ثورة الالة البخارية ومحركات البخار ثم الثورة التكنولوجية ورافقتها الثورة الذرية .. وخلال نفس الفترة حدثت ثورات هائلة في ميادين العلوم الفيزيائية والكيميائية وعلوم الاحياء ..
وحققت هذه الثورات للبشرية مكاسب هائلة لا يجادل في ذلك احد .. لكنها ومع عظمتها ودورها الرائع في ارتقاء البشرية الى مرحلة غير مسبوقة الا انها مثلها مثل ما سبقها من وسائل انتاج .. وصلت الى زمن باتت فيه غير قادرة على منافسة وسائل الانتاج الجديدة .. فاخذت تنزوي تدريجيا وتحل محلها وسائل انتاج جديدة ..
وخلال عملية الانتقال من نمط انتاج يعتمد على وسائل انتاج الى نمط انتاجي جديد يعتمد على وسائل انتاج جديدة تحدث اضطرابات ونوع من الفوضى هنا وهناك .. وتحدث حالة من عدم الاستقرار .. وكل ذلك امر طبيعي جدا ..
وليس كما يفسره البعض بانه علامات على انهيار الراسمالية ..
وتحاول القوى القديمة مالكة وسائل الانتاج القديمة ان تقاوم بكل قوة وبكل ما تكتلكه من امكانيات عرقلة تطور وسائل انتاج جديدة وبما انها تتطور رغما عنها فانها تحاول عرقلة دخولها الى ميادين الانتاج .. لكن كل ذلك دون جدوى
ما هي الوسائل الجديدة ؟
ان من ابرز واهم واول وسائل الانتاج الجديدة هي ما تعرف بتقنية الميكرو كومبيوتر التي شهدت تقدما هائلا وكانت قاعدة التطوير في وسائل الاتصالات والطاقة والمواصلات .
لكن البشرية (طماعة لا تتوقف عند حد) واصلت تطوير منتجات جديدة في وسائل الانتاج وبدات الصناعة تعرف ما يسمى ب (النانو تكتولوجي) وبدات تتخلى تدريجا عن تقنية الميكروكمبيوتر .. ( طبعا لم يتم التخلي عنها كلية فالتخلي كلية عنها ربما يحتاج الى سنوات لكن تراجعت نسبة الاعتماد عليها نسبيا)
ووفق هذه التكنولوجيا تصبح “الذرة” وسيلة متاحة للاستخدام كوسيلة انتاج صغيرة جدا ومع ان ذلك خلق مشكلة اقتصادية سوف تتفاقم لكن دون خوف حيث ان كل تطور جديد تات معه مشاكل جديدة ،
ويصف العلماء المشكلة بقولهم “ان تخفيض لاحق في حجم العناصر المكوّنة لأجهزة “الميكروايليكتريك” الصغيرة المعروفة بالـ “نانو ايليكترونيك، لا يمكن تنفيذها لأن العناصر الإليكترونية المستعملة، من الديودات، والموزعات الذكية، المؤلفة للقطع المستعملة، لا يمكنها أن تكون أقل رقة من طبقة الذرة. حتى في أجهزة الكمبيوتر البصرية السريعة والحديثة تظهر المشكلة الأخرى، وهي هندسة الكومبيوترات ذاتها وصلتها بعملية “السرعة”، اذ انه لا نستطيع أن تتجاوز السرعة القصوى للمادة ألا وهي “سرعة الضوء”.
لكن هناك علماء يردوا على وجهة النظر هذه بقولهم ان ما ما يقال عن ازمة قيل سابقا كلما ظهرت وسائل انتاج جديدة ,, ومع ذلك رسخت وثبتت تقنية الطاقة الكهرومائية خلال ال 100 سنة الماضية رغم انها الحقت ضررا كبيرا بالثروة السمكية في الكثير من الدول .. كماالحقت ضررا في بعض الاراضي الزراعية لسبب السدود
ايضا وجود السيارات الحديثة والطائرات والسفن الحديثة ومحطات توليد الكهرباء تسبب في ازدياد نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الجو .. وارتفعت معدلات المشاكل البيئية
والصحية ..
ومع ذلك اعتمد العالم على هذه المنتجات واستخدمها بكثافة وكفاءة خلال ال 100 سنة الماضية ..
بالاضافة الى ما قيل بشأن المنتجات الالكترونية على انواعها وما تسببه من مشاكل اجتماعية او بيئية او صحية .. الا ان بعضها تصدرت كل منزل في الكون تقريبا ..
ومن المشاكل التي برزت في عصر الصناعة تلك التي تتعلق بالمواد الخام .. حيث يردد الكثير من العلماء والخبراء ان العالم على وشك الدخول في ازمة (مواد خام) بعد هذا الاستنزاف الهائل لها .. الامر الذي سيؤدي كما ادى في السابق من التاريخ الى حروب لا نهاية لها ..
لكن علماء اخرين يقولون ان العالم لن يشهد اي ازمة ندرة في المواد الخام .. بل بالعكس سيشهد العامل فائضا هائلا في المواد الخام ضاربين مثل الفحم الذي كان محورا رئيسيا لصراع دولي قديما الا انه لم يكن له اي قيمة في نصف القرن الماضي ..
وكذلك سيكون حال النفط وحال الحديد وحال معظم المعادن حيث يتم استبدال معظمها وتطوير معادن جديدة بفضل ثورة النانو الالكترونية .. حيث ان التقدم التكنولوجي الهائل يقلص ويحد من حاجة الاقتصاد للموارد الطبيعية لانتاج الطاقة او المواد الخام الاخرى
لكن انتبهوا فلا شيء يتم بين ليلة ونهار ..
مصير القوى البشرية
من خلال التطور الهائل في تقنية النانو تم صنع الانسان الالي ,, وهذا الانسان الالي سوف يكون بديلا للانسان (البشري) في معظم الانشطة الاقتصادية سواء في الصناعة او الزراعة او قطاع الخدمات .. او في مجال التجارة ..
ملاحظة : لمن يرغب ممكن طلب قائمة بالانشطة التي تدار من خلال الانسان الالي
ولكن هذا الانسان لن يلقى على الرصيف او يتم رميه بالبحر .. فالقوة البشرية التي نهضت على اكتافها الانتاج الوفير من السلع التي تمكنت وسائل الانتاج الجديدة من انتاجها سوف تظل محافظة على مكانتها ولكن في اطار وسياق وميادين الصناعة الجديدة ..
فالصناعة الجديدة تحتاج الى قوة بشرية ضخمة جدا للعمل في مجال التكنولوجيا الجديدة خارج حدود ونطاق الدولة الاقليمية كما هي العادة .. فالدول الاقليمية الكبرى سيفيض خيرها ان جاز القول ليغطي عددا كبيرا من دول العالم الثالث .. طبعا ليس منة او كرم اخلاق بل انسجاما وبدافع مصلحتها ..
حيث ان مصالحها تتطلب ان ترتقي مجتمعات العالم الثالث لانه كلما ارتقت وتطورت كلما كان السوق اكثر حيوية ونشاطا وكانت الفائدة اكبر ..
وكما هو متوقع يعلق بعض الساسة على هذا الاحتمال بالقول (انه نوع جديد من الاستعمار) .. ويرد عليهم ساسة اخرين بالقول .. ان تضييق الهوة بين الشعوب هو مصلحة وخدمة للشعوب ,,
ولهذا لا يتصور العلماء انه ستكون في ازمة في مجال الطاقة البشرية حتى لو اصبحت السفن والطائرات والسيارات والمصانع والسوبر ماركت والمكتبات ودور السينما وغيرها تدار دون بشر ..
فكنا تم الاستغناء عن مكنسة القش وعن الفاكس وعن الهاتف الارضي وغيرها فسوف يتم الاستغناء عن الكثير من المهن ليحل محلها مهن اخرى
التطور لن يقف عند حد ..
يقول استاذ الفيزياء في جامعة كولورادو “يجب ان نعترف انه على الرغم من الافكار المثيرة للإعجاب في السنوات الأخيرة من أواخر القرن العشرين، الا ان الأزمة في العلوم الأساسية النظرية والتجريبية – الواضحة والجلية- قد اقر بها المفهوم العلمي، ولم تنتهي المشكلة عند هذا الحد، فبالإضافة إلى حجم الظواهر العلمية الغريبة والشاذة (اي الظواهر الطبيعة التي لا نستطيع شرحها، والتي نراها في التجارب العلمية المتواصلة)، وهي في تزايد تصاعدي مستمر. كل ذلك يشهد على “عدم كفاءة العلوم الحديثة” لحل المشاكل المتنامية في كل الإتجاهات”.
نعم صحيح .. ولم يدع احد انه تم حل جميع المشاكل .. بل بالعكس لا احد يتوقع انه سوف تجل المشاكل في يوم ما .. لان ذلك اليوم الذي لا تعود فيه مشاكل موجودة سيكون هو يوم نهاية العالم .. لان حياة البشرية وبقائها ونموها وتطورها قائم على مواجهة المشاكل ولابحث عن حلول لها ,,
ويلاحظ علماء الانسانيات ان معظم التجارب والابحاث والدراسات انما تتم لحسابات اقتصادية وهدفها الربح المادي وليس حاجات المجتمع الاساسية ..
وايضا هذا صحيح تماما وموثق ولا يحتاج الى برهنة نظرية لان لا احد ينفي ذلك فالاقتصاد هو الدافع لكل شيء ..
وبعض علماء الانسانيات والذين يبدو متأثرين بالروحانيات يروا في ذلك ازمة فيقولوا “يمكن للمرء أن يتوقع افكارا جديدة غير اقتصادية مادية، سوف تؤدي إلى إعادة النظر في المفاهيم العلمية تدريجيا مع انحدار الكبير لأزمة التكنولوجيا والأفكار العلمية التقليدية.
ويضيفوا ان هذا المفهوم الجديد، القائم على أساس علوم الفيزياء العصرية الجديدة، سيخلق مجموعات من المفاهيم التكنولوجية الحديثة، التي سوف تتشكل دون أن يكون لها وجود ولا جذور، لا في قاعدة التكنولوجيات ولا في العلوم التقليدية. لكن دون ظهور هذا المفهوم الجديد، ستظل تلك التكنولوجيات الحديثة غير بارزة وواضحة الا اذا ترقت الى مستوى “المبادىء الفيزيائية الحديثة”.
وطبعا لا يتوقعوا الارتقاء الى مستوى المباديء الفيزيائية الحديثة ..
وهذه الاطروحات معتادة وليست جديدة .. فدائما مع التحولات الكبرى على الصعيد المادي والعلمي والعقلي يظهر من يلجأ الى الروحانيات في تفسير التطورات والتغيرات بسبب عجزه عن فهم هذه التطورات من ناحية ومن ناحية اخرى كونه ليس شريكا فيها
وتؤكد جميع الدراسات العلمية ان نهاية الالفية الثانية كانت تاريخ تغييرالنظريات في العلوم الطبيعية، ومع ظهور معطيات جديدة يتم تغيير جذري في مفاهيم المجتمع البالية حول بنية العالم المحيط بالبشرية
تكنولوجيا الالتواء ثورة هائلة في حياة البشرية
مع ثورة النانو سيكون العالم دخل عصرا جديدا تماما
جاء في مجلة (ساينس) إن برنامج أنشتاين الذي يقوم على توحيد القوى الأربع في نظرية واحدة التي تعرف بـ “نظرية الحقل الموحد”، هذا البرنامج بدأ يتحقق تدريجيا، وقد وصلت النتائج إلى المعادلات الفيزيائية للنظرية المعروفة بالـ vacuum physique.
وهناك حلول بدأت تتشكل عمليا لقيام نظام توضع فيها هذه المعادلات لتشمل الكهرومغناطيسية، النووية، الجاذبية والإلتواء. وبذلك يكون قد تم حل لمعضلة النظرية الفيزيائية التوحيدية superunification،
واضافت المجلة ” إن تحقيق برنامج كليفورد- أنشتاين وضع الأسس النظرية التي تحققت عمليا فيما بعد بواسطة نظرية Vacuum Physique التي نجحت على الأقل نظريا ليس فقط على توحيد كل من نظرية الكهرومغناطيسية، الجاذبية، التفاعلات القوية والضعيفة، بل دمجت معها نظرية حقول الإلتواء champs de torsion (الحقول التي تم إنشاؤها مع التدوّر الكلاسيكي spin classique)” .
هذا الفكر والمنطق الجديد، سوف يساعد في المستقبل القريب على توسيع وعي الانسان في ادراك أسرار للطبيعة المحيطة بنا إلى حد كبير، وهذا ما لم يستطع أن تفعله في القرن العشرين كل من نظرية النسبية، الفيزياء الذرية، نظرية الكمات الميكانيكية ونظرية الكهرومغناطسية معا.
إستنادا إلى المفهوم الجديد، إن الخصائص الإستثنائية والغير إعتيادية لحقول الإلتواء اتاحت تطوير مجموعة من التكنولوجيات المعقدة، مبنية على مباديء جديدة تسمى ” تكنولوجيات الإلتواء” les technologies de torsion التي تقدمت على الفور في هذا الإتجاه. هذه التكنولوجيات تشمل كل فروع الإقتصاد العالمي وكل الميادين الإجتماعية، والسياسية والثقافية والعلمية
فمجالات التأثير التي احدثته، تتضمن طاقة الإلتواء، نقل الإلتواء، إتصالات الإلتواء، إقتصاد إنتاج الإلتواء لمواد البناء، جيولوجيا الإلتواء، الجيوفيزياء، الإنتاج الكيميائي، علم البيئة، إنتاج مواد لحل مشكلة النفايات الذرية، عملية تنقية وتنظيف الأراضي من التلوث الإشعاعي، الزراعة والطب.
وقسم من هذه التكنولوجيات يتم الآن إستخدامها في التجارة: علم المعادن وعلم البيئة. وقسم على وشك أن يتحقق في تكنولوجيا الإتصالات، وبعض مجلات الطب. أما في ما يتعلق بباقي المجالات، هناك تأكيدات بعض سلسلة من التجارب الناجحة، عن إحتمال البدء بالعمل بها على أرض الواقع بكفاءة عالية. أيضا سوف تقام تجربة على الطاقة الدافعة للإلتواء في الفضاء الخارجي في القريب العاجل. إن التكنولوجيات التي وضعت تحت خطة تجريبية هي تكنولوجيا إستخدام النفايات الذرية في الإقتصاد، وأيضا تكنولوجيا تنقية وتنظيف الأراضي من التلوث الإشعاعي.
إن عملية تنفيذ تكنولوجيا الإلتواء هي في مرحلة التنفيذ منذ أكثر من 15 سنة، ذلك يعني أن هذه الثورة التقنية الجديدة، هذا النوع من التكنولوجيات لم يسبق لها مثيل في العالم كله من قبل

ليست هناك تعليقات