دراسة الثورة الاقتصادية العالمية – الجزء الاول


دراسة الثورة الاقتصادية العالمية – الجزء الاول

الثورة الاقتصادية العالمية – الجزء الاول  
ما الذي جرى .. وما الذي يجري
تغيرات هائلة في العالم والبعض يفسر الاحداث بمعايير قرن مضى مجرد مدخل لموضوع طويل تحت عنوان كيف نفهم واقعنا .. لانه بدون فهم واقعنا لا يمكن ابدا ان نتقدم خطوة واحدة الى الامام .. هل احد يتخيل مثلا ان يستخدم الحمار او الجمل للانتقال من القاهرة لدمشق او عمان او الجزائر مثلا .. قطعا الجواب لا .. لماذا لا ؟؟ الجواب لان هناك وسائل نقل حديثة ومعاصرة افضل واسرع واكثر راحة .. مثل اخر .. هل يتخيل احد ان مرض الطاعون يمكن ان يقتل 40 مليون انسان كما قتل في اوروبا في العصور الوسطى .. ؟ قطعا لا .. لماذا .. لان هناك في عصرنا ادوية مقاومة لذاك المرض اللعين ,, مما افقده الثدرة على الهجوم على البشرية اذن هناك تغيير . مثل ثالث واخير هل ممكن ان نرى وسط اي عاصمة عربية سيدة تحمل على راسها وعاءا مملوء بالماء تتجه به من البئر الى بيتها ؟ طبعا لا لان المواسير ممتدة وتصل كل بيت وانتهى زمن البئر والتنكة والجرة وانتهى دور النساء في جلب الماء لبيوتهن من البئر .
اذن هناك تطور وتغيير وواقع جديد فهل يمكن ان يأت احد ليقول ان الرحلة بين القاهرة ودمشق تستغرق 10 ايام وبينها وبين الجزائر تستغرق 15 يوما .. بماذا تصفوا شخصا يقول ذلك .. حتما ستقولوا انه مجنون او متخلف ما زال يظن اننا في زمن الجمال والحمير .
وكذلك الامر مع من يحذر من مرض الطاعون .. فهو لم يغادر القرن الخامس عشر .. ومن المؤكد انكم سوف تضربوا رجلا على وجهه اذا لام زوجته لانها لم تجلب الماء من البئر .
وهكذا الامر في السياسة ايضا يا اعزائي .. فكل شئ تقريبا تغير .. ما كان قائما قبل 50 سنة لم يعد له اثر في الوجود .. كل شئ في العالم جديد .. وبادق التفاصيل .. فلا يجوز ان نحاكم العالم وفق معايير قديمة وعلى اسس قديمة وبناء على نماذج قديمة كل القديم لم يعد له اهمية .. بل ان التمسك به والاعتماد عليه هو عمل معيق ومربك ومضلل .
وقد يتفضل احد الاصدقاء ويسأل وما هو الجديد في العالم .. ويسوق امثلة استراتجية مثل (هل انتهى عصر الطبقات ؟ هل انتهى استغلال الانسان للانسان هل انتهى التمييز هل انتهت اطماع الدول الاستعمارية .. الخ من العناوين الكبرى .) والرد على صديقي او اصدقائي اصحاب هذه الاسئلة هو نعم كل هذه الامور تغيرت اساليبها وادواتها واهدافها ومراميها واشكالها .. وذلك مع تغير اهداف المجتمعات البشرية (الدول) وتغير مستوى المعيشة وتغير نمط الانتاج الصناعي وتغير القوانين وتغير القواعد المنظمة لحياة هذا المجتمع او ذاك وتغير الخدمات والرعاية والتعليم والمواصلات والاعمار ..
نعم تغير كل شئ الامر الذي يستدعي ان نحاكم الامور بناء على المتغيرات بناء على الوقائع الجديدة وليس بناء على المعايير القديمة والمفاهيم القديمة والقواعد القديمة .. وفي المقال التالي دراسة تطبيقية على الواقع بالتفصيل لنتعرف على الجديد وماهيته في العالم ويتبعه بحث حول الى ماذا سيؤدي هذا التغيير الهائل الذي تشهده البشرية منذ عقد من الزمان تقريبا ..
ما هو القادم .. لكشف حقيقة الحرب الدائرة في العالم ؟ 
————————-
السؤال المركزي الان كيف تؤثر الحرب الاقتصادية الضارية على دول العالم بداية من الدول السبع الكبرى ثم باقي دول العالم .. 
– ما هي ادوات هذه الحرب .. ؟ ا
-ي البلدان الاكثر تطورا في امتلاكها .. 
– كيف انعكست على مختلف مجالات الحياة .. 
– وكيف احدثت ثورة هائلة في جميع الميادين 
– وما هو المستقبل المنظور 
– وهل العالم انتقل فعلا من عصر الاقتصاد الصناعي الى عصر الصناعة المعلوماتية ام ما زال في الطريق ؟ 
– من هي الدول التي انتقلت ومن هي الدوةل المحتمل ان تنتقل ومن هي الدول التي يصعب ان تنتقل .. 
– كيف سيكون عليه العالم في سنة 2050 
——————————————
كل هذه الاسئلة وغيرها من التفاصيل والتفرعات سوف اتناولها في هذه الدراسة للكشف عن حقيقة مت يدور في العالم مما يساعد على امتلاك القدرة على تفسير الاحداث بيسر وسهولة 
ثورة اقتصادية عالمية ضارية تزلزل اركان العالم 
لم يبق حتى شارع في العالم لم تدخله الثورة 
العالم المتقدم انفق نحو 966 مليار دولار على الاستثمار في المعرفة 
الحروب الشعبوية في عالمنا العربي ما هي الا احد اثارها 
التغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم تغير كل شئ من قيم وقوانين وقواعد واخلاق وعلاقات ومفاهيم وعلوم ومعالم وحضارة وحتى لون البشرة والاعمار ووظائف البشر …. 
وللاسف المثقف العربي غائب تماما عما يجري في العالم وهو عالق في شعارات سياسية وبعيد تماما عن الاقتصاد وهو الذي يشهد اقوى صراع من نوعه في تاريخ البشرية .. 
وسوف اقدم دراسة موجزة توضح معالم هذه الحرب التي ادت الى تغيير نمط الانتاج الاقتصادي من انتاج صناعي يعتمد على الالة والانسان (القوى البشرية الجسمانية) الى انتاج يعتمد على المعلومات مما احدث ثورة هائلة تنهض وتتطور يوميا على انقاض الحضارة الصناعية التي اصبحت قديمة 
وقبل ان اعرض تفاصيل الحرب ارى ضرورة نشر هذه المعلومة الهامة 
انه وفق ( تقرير العلوم والتكنولوجيا والصناعة لعام 2006 ) انفقت الصين على المعرفة 136 مليار يورو واليابان انفقت 130 مليار يورو والاتحاد الأوربي 230 مليار يورو
بينما كانت الولايات المتحدة على رأس دول العالم إذ تنفقت 330 مليار يورو . 
تخيلوا نتائج هذه الاستثمارات الهائلة في مجال المعرفة ؟ 
متى يحدث التطور وتنتقل البشرية من عصر الى عصر وهل البشرية على ابواب ثورة ام انها دخلت الباب منذ سنوات ؟ والى اين تسير البشرية .. وما هي القضايا التي تشغل علماء العالم .. وما هو المتوقع .. ؟؟ مقدمة : هل لديكم الرغبة لقراءة تحليل علمي يساعد على فهم الى اين تسير البشرية.؟ هل لديكم الرغبة بالتعرف على المسافة الهائلة بين ما يشغلنا نحن العرب وما يشغل علماء الغرب .؟ هل لديكم الرغبة للتعرف كيف تنتقل الامم والشعوب من عصر الى عصر ؟ هل لديكم الرغبة بالمعرفة العلمية لدور الاقتصاد في تغيير وجه الكون ؟ اتمنى ان تكون لدى بعضنا الرغبة .. لانه بدون معرفة ان تطور وسائل الانتاج الاقتصادي هي التي تؤدي الى التغيير والانتقال من عصر الى عصر لا يمكن ان يكون هناك تغيير ولا تطوير لاي مجتمع كان .. مهما كان عدد المخلصين .. تباين الرؤى اصدقائي الاعزاء كلنا يعترف بان البشرية شهدت عبر التاريخ تطورات هائلة وانتقلت من عصر الى عصر .. لكن ليس الكل متفق على الدافع الاساسي والرئيسي لهذا الانتقال .. فالبعض مثل المتدينين وفقهاء الدين يرجعون السبب الى ارادة رب العالمين وان عبارة هذه ارادة الله كافية عندهم لتفسير كل شيء غامض او غير غامض .. والبعض ينسب سبب التطور الى الصراع الطبقي وان التناقضات بين من يملك وبين من لا يملك هي الدافع وراء كل تغيير حدث في مسار البشرية ويتبنى هذه الرؤية الشيوعيين عموما اضافة الى اليسار الماركسي وهناك وجهة نظر اخرى تعزو كل تطور وتغير شهدته البشرية الى العلم والعلوم وتعتبر ان التطور العلمي هو الذي ادى الى تطور المجتمعات والامم والشعوب وهناك وجهة نظر رابعة ترى ان الاقتصاد هو العامل الرئيسي دون انكار او التقليل من شان العلم والمعرفة باعتبار ان العلم والمعرفة استخدما في التطور الاقتصادي بصورة رئيسية .. وان الدافع الرئيسي لكل العلوم تقريبا هو الدافع الاقتصادي
متى يحدث التطور ؟ …
. قليلون هم من قرأوا عن تطوّرالبشرية عبر التاريخ ولكن اظن ان كثيرون قرأوا عن التطور الذي شهدته البشرية في القرنين (19 و 20) ، هذا التطور الذي ادى الى تغيرات أساسية في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، وعلى مستوى مجتمعات ودول العالم . ووفق قراءة متأنية لتفاصيل رحلة التطور في اوروبا بدءا من اول عمل ثوري حققه الاوربيون على طريق عصر النهضة والمتمثل بالاكتشافات الجغرافية (اكتشاف طريق راس الرجال الصالح .. واكتشاف الامريكيتين ) وما ادى اليه هذا الاكتشاف العظيم من حصول عدد من الدول الاوروبية (اسبانيا البرتغال بريطانيا فرنسا ) على ثروات هائلة (ذهب وملح وبهارات ) وهنا تجد الاشارة الى ان الملح والبهارات كانت اعلى سعرا من الذهب في نهايات العصور الوسطى (كونها تشكل المادة الحافظة للطعام) وادى هذا التطور النوعي في الملكية الاقتصادية وفي السيطرة على طرق المواصلات التجارية .. ادى الى نمو نوعي في مجال تطوير وسائل الانتاج التي بدأت في مجال تطوير وسائل النقل عبر البحار .. بعد اكتشاف الفحم وادوات الزراعة .. التي ادت الى فائض في الانتاج الامر الذي دفع الى تطوير وسائل لتصنيع الفائض وهكذا ايضا في مجال صناعة الالبسة وتطوير بناء الطرق والمنازل والى جانب هذا كله كان هناك تطور ايضا في مكافحة الامراض بعد ان قضى الطاعون على مصف سكان اوروبا في بداية عصر النهضة .. اذن يمكن القول ان التطور في امتلاك مصادر ثروة هائلة عبر الاكتشافات الجغرافية والسيطرة على طرق المواصلات وهذا طبعا انجاز اقتصادي هائل .. ترتب عليه تطوير وسائل الانتاج .. ترتب على ذلك تطور معارف وقدرات قوى الانتاج .. ترتب على ما سبق كله ان الدول التي حققت هذا التطور وتحديدا كانت لا تزال هي بريطانيا في المقدمة تليها فرنسا فاسبانيا فالبرتغال ثم تبعتها بعض الدول كهولندا والمانيا .. اصبحت هي الدول القوية وهي التي على وشك ان تتحكم في العالم سياسيا .. بعد ان بدأت مؤشرات على انهيار الدولة العثمانية بعد ان فقدت طرق التجارة التقليدية التي تمر باراضي المسلمين قيمتها .. وتحولت التجارة الى طريق راس الرجال الصالح وانتهى عصر ما كان يعرف بطريق الحرير بين اوروبا واسيا .. وبالتدريج وخلال نحو 100 سنة من التراكم في مختلف المجالات والميادين .. حققت اوروبا ومعها الولايات المتحدة واليابان قفزة هائلة في مجال الصناعة الالية وخرج تلك الدول من الصناعات اليدوية واغلب الاعمال اليدوية .. وباتت الماكينة هي معيار القوة والسطوة والسلطة . واستمر العالم الذي امتلك الماكينة خلال ال 100 سنة الماضية مهيمنا مسيطرا متفوقا متقدما على كل ما يعرف بدول العالم الثالث التي لم تمتلك تلك الماكينة والتي بقي نمط انتاجها الاقتصثادي على حاله دون اغيير او تطوير .. اذن التغيير يحدث عندما تصبح وسائل الانتاج القديمة لا تفي بحاجة المجتمع ويظهر مكانها وسائل انتاج جديدة عطائها افضل ومردودها افضل وتوفر حاجات اكثر وتحقق فوائد اكثر .. عندها تحدث الثورة التي تكون كما سبق وذكرت عن طريق التراكم الكمي الذي يؤدي الى تغيير نوعي ..
وما احدثته من ثورة هائلة .. في جميع مجالات الحياة 
——————————————
تقول نانسي الكسندر مديرة برنامج الحكم الاقتصادي لمؤسسة بول هاينريش، والمدير السابق ل “مبادرة تحدي العولمة” ومستشار سابق لعضو الكونجرس الأمريكي بارني فرانك، الرئيس السابق للجنة الخدمات المالية في مجلس النواب تقول : 
يعادل الإنفاق على المشاريع العملاقة نحو 6 إلى 9 تريليونات دولار أميركي، الأمر الذي يجعل هذا «أكبر طفرة استثمارية في تاريخ البشرية»، وتساهم عوامل جيوسياسية، وملاحقة النمو الاقتصادي، والسعي إلى فتح أسواق جديدة، والبحث عن الموارد الطبيعية، في دفع المزيد من التمويل إلى مشاريع البنية الأساسية الضخمة.
يبدو أننا ندخل عصراً جديداً من المشاريع العملاقة، حيث تحشد البلدان، خصوصا بلدان مجموعة العشرين، القطاع الخاص للاستثمار بكثافة في مبادرات بملايين الدولارات (إن لم يكن بمليارات أو تريليونات الدولارات) في مجال البنية الأساسية، مثل خطوط الأنابيب، والسدود، وشبكات المياه والكهرباء، وشبكات الطرق.
وبالفعل، يعادل الإنفاق على المشاريع العملاقة نحو 6 إلى 9 تريليونات دولار أميركي، أو ما يقرب من 8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، الأمر الذي يجعل هذا “أكبر طفرة استثمارية في تاريخ البشرية”، وتساهم عوامل جيوسياسية، وملاحقة النمو الاقتصادي، والسعي إلى فتح أسواق جديدة، والبحث عن الموارد الطبيعية، في دفع المزيد من التمويل إلى مشاريع البنية الأساسية الضخمة، وعلى أعتاب هذا الانفجار الذي قد يكون غير مسبوق، يبدو زعماء العالم والمقرضون الدوليون غافلين نسبياً عن الدروس المكلفة من الماضي.
من المؤكد أن الاستثمارات في البنية الأساسية من الممكن أن تخدم احتياجات حقيقية، فتساعد في تلبية الارتفاع المتوقع في الطلب على الغذاء والمياه والطاقة، ولكن ما لم يتم توجيه وإدارة هذا الانفجار في المشروعات العملاقة بعناية، فسوف يكون هذا الجهد في الأرجح هدّاماً وغير مستدام، وفي غياب الضوابط الديمقراطية، ربما يعمل المستثمرون على تخصيص المكاسب وتعميم الخسائر اجتماعيا، في حين يعملون على ترسيخ الأساليب الكثيفة الاستهلاك للكربون وغيرها من الأساليب الضارة بيئياً واجتماعياً
الناتج الاجمالي العالمي 75 تريليون دولار –
انخفاض حصة الدول السبع في الاقتصاد العالمي ,,
————————————-
قام الأستاذ في جامعة أكسفورد والمتخصص في إدارة البرامج والتخطيط، (بنت فليبغيرغ) بدراسة سبعين سنة من البيانات لكي يستنتج أن هناك “قانوناً حديدياً يحكم المشروعات العملاقة”: فهي في كل الأحوال تقريبا “تتجاوز الميزانية، وتتجاوز الوقت، وتتجاوز كل شيء”. وهي أيضا، كما يضيف، خاضعة لقانون “البقاء لغير الأصلح”، حيث تشيد أسوأ المشاريع لا أفضلها.
وتتضاعف هذه المخاطر بسبب حقيقة مفادها أن هذه المشروعات العملاقة تكون مدفوعة إلى حد كبير بعوامل جيوسياسية، لا الدراسة الاقتصادية المتأنية، ففي الفترة من عام 2000 إلى عام 2014، مع تضاعف الناتج المحلي الإجمالي إلى 75 تريليون دولار أميركي، انخفضت حصة الدول الصناعية السبع الكبرى في الاقتصاد العالمي من 65% إلى 45%، 
ومع تكيف الساحة الدولية مع عملية إعادة التوازن هذه، بدأت الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء احتمال تعرض هيمنتها للتحدي من لاعبين جدد ومؤسسات جديدة، مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية بقيادة الصين، وفي الرد على هذا، تعكف بكل قوة المؤسسات التي يقودها الغرب، مثل البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي، على توسيع عملياتها الاستثمارية في البنية الأساسية، وتدعو علناً إلى نقلة نوعية.
وتعكف مجموعة العشرين أيضاً على التعجيل بإطلاق مشاريع عملاقة، على تعزيز معدلات النمو العالمية بنسبة 2% على الأقل بحلول عام 2018، وتشير تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن 70 تريليون دولار إضافية من الاستثمار في البنية الأساسية ستكون مطلوبة بحلول عام 2030، إنفاق ما يزيد قليلاً على 4.5 تريليونات دولار سنوياً في المتوسط. وبالمقارنة، سوف يتطلب الأمر ما يقدر بنحو 2 إلى 3 تريليونات دولار سنوياً لتلبية أهداف التنمية المستدامة، ومن الواضح أن احتمالات الهدر والفساد وتراكم الديون العامة غير المستدامة ترتفع إلى حد كبير مع المشاريع العملاقة
الاثر على البيئة 
——————
قبل عام بالضبط من الان وتحديدا في مارس 2015 وجهت مجموعة من العلماء ودعاة حماية البيئة وقادة الرأي رسالة تحذير إلى مجموعة العشرين من أن تكثيف الاستثمار في المشروعات العملاقة يهدد بإلحاق أضرار كارثية غير قابلة للعلاج بالبيئة، 
وشرح القائمون على هذه المجموعة: “في كل عام، نستهلك بالفعل ما يعادل موارد الكوكب مرة ونصف المرة، ولابد أن تعمل اختيارات البنية الأساسية على تخفيف حِدة هذا الوضع لا أن تؤدي إلى تفاقمه”.
وعلى نحو مماثل، حذر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ من أن “تطورات البنية الأساسية والمنتجات المعمرة التي تحبس المجتمعات داخل مسارات الانبعاثات المكثفة من الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي قد يكون تغييرها باهظ التكلفة”،  والواقع أن مجموعة العشرين أنشأت عدداً من المعايير الاجتماعية أو البيئية أو المتصلة بالمناخ لإعداد “قائمة الرغبات” للمشاريع العملاقة التي سيتقدم بها كل بلد عضو إلى قمة المجموعة في تركيا في نوفمبر
الشراكة بين القطاعين العام والخاص 
——————
من القضايا التي يدور حولها صراع متعدد الاوجه والمتعلقة بالمشاريع العملاقة اعتماد هذه المشاريع على الشراكات بين القطاعين العام والخاص، 
وكجزء من التركيز المتجدد على الاستثمارات الكبيرة الحجم، أطلق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما من الهيئات المقرضة المتعددة الأطراف محاولة لإعادة هندسة تمويل التنمية من خلال عدة طرق، ومنها إنشاء فئات أصول جديدة للبنية الأساسية الاجتماعية والاقتصادية لاجتذاب الاستثمار الخاص.
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم: “نحن في احتياج إلى الاستفادة من تريليونات الدولارات التي تحتفظ بها هيئات استثمارية مؤسسية… وتوجيه هذه الأصول إلى المشاريع”.
وباستخدام الأموال العامة للتعويض عن المخاطر، تأمل المؤسسات اجتذاب الهيئات الاستثمارية المؤسسية الطويلة الأمد- بما في ذلك صناديق الاستثمار المشتركة، وشركات التأمين، وصناديق التقاعد، وصناديق الثروة السيادية- التي تسيطر مجتمعة على ما يقدر بنحو 93 تريليون دولار في هيئة أصول، وتأمل هذه المؤسسات أن تتمكن من خلال الاستفادة من هذه المجمعات الضخمة من رأس المال في توسيع نطاق مشروعات البنية الأساسية وتحويل تمويل التنمية بطرق ما كان من الممكن تصورها في السابق.
والمشكلة هي أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص مطلوبة لتوفير العائد التنافسي على الاستثمار، ونتيجة لهذا، وفقاً للباحثين في مدرسة لندن للاقتصاد “لا يُنظَر إلى هذه الشراكات باعتبارها أداة مناسبة لمشاريع (تكنولوجيا المعلومات)، أو حيثما تفرض المخاوف الاجتماعية قيوداً على رسوم الاستخدام التي ربما تجعل أي مشروع مثيراً للاهتمام في نظر القطاع الخاص”.
ويسعى المستثمرون من القطاع الخاص إلى الحفاظ على معدل العائد على استثماراتهم من خلال تيارات العائدات المضمونة وعن طريق ضمان عدم اقتطاع القوانين والقواعد التنظيمية (بما في ذلك المتطلبات البيئية والاجتماعية) من أرباحهم، ومكمن الخطر هنا هو أن السعي إلى تحقيق الربح قد يؤدي إلى تقويض المصلحة العامة
عدم وجود ضمانات للمخاطر 
—————-
بالاضافة الى ما سبق فان من المشاكل الكبرى ان القواعد التي تحكم الاستثمار الطويل الأجل لا تتضمن بشكل فعّال المخاطر البيئية والاجتماعية الطويلة الأمد، كما تؤكد النقابات المهنية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، 
ومن الممكن أن يؤدي تجميع الاستثمارات في البنية الأساسية في محافظ استثمارية أو تحويل قطاعات التنمية إلى فئات أصول إلى خصخصة المكاسب وتعميم الخسائر اجتماعياً على نطاق واسع، وهذه الديناميكية كفيلة بزيادة مستويات التفاوت بين الناس وتقويض الديمقراطية، وذلك نظراً للافتقار إلى النفوذ الذي قد تتمكن الحكومات- ناهيك عن المواطنين- من فرضه على المستثمرين المؤسسيين. وفي عموم الأمر، تعمل القواعد والاتفاقيات التجارية على زيادة هذه المشاكل تعقيدا من خلال تقديم مصالح المستثمرين في الأولوية على مصالح المواطنين العاديين.
الواقع أن ترك هذا الاندفاع نحو المشاريع العملاقة بلا دراسة يهدد- على حد تعبير كاتبي الرسالة الموجهة إلى مجموعة العشرين- “بمضاعفة الرهان على رؤية بالغة الخطورة”، ومن الأهمية بمكان أن نعمل على ضمان صياغة أي تحول في تمويل التنمية على النحو الذي يدعم حقوق الإنسان ويحمي كوكب الأرض
الاقتصاد ودوره في احداث نصف القرن الماضي 
عصر المرحلة الراسمالية الرابعة 
———————————————-
يقول الباحث في معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية “الدكتور أناتول كالتسكي”
في العشرينيات والثلاثينيات، وأيضا في الستينيات والسبعينيات، ومرة أخرى اليوم، كان اليأس من السياسة مرتبطا بخيبة الرجاء في نظام اقتصادي فاشل. في فترة ما بين الحربين، بدا الأمر وكأن الرأسمالية محكوم عليها بالزوال بفعل التفاوت المفرط بين الناس والانكماش والبطالة الجماعية.
وفي الستينيات والسبعينيات، بدا الأمر وكأن الرأسمالية تنهار للأسباب المعاكسة تماما: التضخم، وردود الفعل العكسية من قِبَل دافعي الضرائب والمصالح التجارية ضد سياسات إعادة التوزيع التي تتبناها “الحكومة الضخمة”.
ورغم الأزمات المتكررة فان هناك حقيقة مفادها أن الرأسمالية الديمقراطية نظام متطور يستجيب للأزمات بتحويل العلاقات الاقتصادية والمؤسسات السياسية بشكل جذري.
ولهذا، ينبغي لنا أن نرى في اضطرابات اليوم استجابة متوقعة لانهيار نموذج بعينه من نماذج الرأسمالية العالمية في عام 2008، وإذا حكمنا من خلال تجارب الماضي، فربما تكون إحدى النتائج المحتملة عشر سنوات أو أكثر من البحث عن الذات والاستقرار، والتي قد تنتهي إلى تسوية جديدة لكل من السياسة والاقتصاد.
ويضيف “الدكتور أناتول كالتسكي” وهذا هو ما حدث عندما أتى انتخاب مارغريت تاتشر ورونالد ريغان في أعقاب التضخم الكبير في أوائل سبعينيات القرن العشرين، وعندما تمخضت أزمة الكساد العظيم في الثلاثينيات عن الصفقة الجديدة و”الوحش الفظ” الذي تمثل في إعادة تسليح أوروبا، وقد اتسمت كل من هاتين التسويتين بعد الأزمة بتحولات في الفكر الاقتصادي فضلا عن السياسة.
فقد أدى الكساد العظيم إلى اندلاع الثورة الكينزية في الاقتصاد، جنبا إلى جنب مع الصفقة الجديدة في السياسة، واستفزت الأزمات التضخمية في الستينيات والسبعينيات ثورة ميلتون فريدمان النقدية المضادة التي ألهمت تاتشر وريغان.
وبالتالي فقد بدا من المعقول أن نتوقع أن يتسبب انهيار الرأسمالية المالية المتحررة من الضوابط والقيود التنظيمية في إحداث تغير هائل رابع ( أو الرأسمالية 4.0 كما أسميتها في عام 2010) في كل من السياسة والفكر الاقتصادي
  ما هي سمات الراسمالية الجديد 
ولكن إذا كانت الرأسمالية العالمية تدخل مرحلة ثورية جديدة حقا، فما هي سماتها المحتملة؟
—————————————
يجيب الدكتور أناتول كالتسكي” الباحث في معهد واشنطن ان السمة المميزة لكل مرحلة كانت متعاقبة من مراحل الرأسمالية العالمية التحول في الحدود بين الاقتصاد والسياسة. ففي رأسمالية القرن التاسع عشر التقليدية، كانت السياسة والاقتصاد يتجسدان من الناحية المثالية في مجالين متميزين، وكانت التفاعلات بين الحكومة والقطاع الخاص تقتصر على تحصيل الضرائب “الضرورية” لتغطية نفقات المغامرات العسكرية والحماية “الضارة” للمصالح الخاصة القوية.
وفي المرحلة الكينزية الثانية من الرأسمالية، كان يُنظر إلى الأسواق بعين الريبة، في حين اعتُبر التدخل الحكومي صحيحا. 
وفي المرحلة الثالثة -التي هيمنت عليها مارغريت تاتشر ورونالد ريغان- انقلبت هذه الافتراضات، فكانت الحكومة خاطئة عادة والسوق على صواب دائما. 
وربما يمكن تعريف المرحلة الرابعة بالاعتراف بإمكانية ارتكاب أخطاء مأساوية من طرف الحكومات والأسواق على حد سواء.
وربما يبدو الاعتراف بهذه “اللاعصمة” التامة مُحبِطا، ويبدو من المؤكد أن المزاج السياسي الحالي يعكس هذه الحال، ولكن الاعتراف بعدم العصمة من الخطأ قد يكون في واقع الأمر أداة تمكين، لأنه يعني ضمنا إمكانية التحسن في كل من الاقتصاد والسياسية.
ولكن إذا كان العالَم معقدا وغير متوقع إلى الحد الذي يمنع الأسواق أو الحكومات من تحقيق أهداف اجتماعية، فإن هذا يستلزم تصميم أنظمة جديدة من الضوابط والتوازنات حتى يصبح بوسع عملية اتخاذ القرار السياسي أن تقيد الحوافز الاقتصادية والعكس بالعكس. 
وإذا كان العالم يتسم بالغموض واستحالة التنبؤ بتقلباته، فلابد من إعادة النظر في النظريات الاقتصادية التي سادت في فترة ما قبل الأزمة (التوقعات العقلانية، وكفاءة الأسواق، وحيادية المال).
وعلاوة على ذلك، ينبغي للساسة أن يعيدوا النظر في الكثير من البناء الإيديولوجي الخارق الذي أقيم على افتراضات أصولية السوق، ولا يشمل هذا إلغاء القيود التنظيمية المالية فحسب، بل وأيضا استقلال البنوك المركزية، والفصل بين السياستين النقدية والمالية، والافتراض بأن الأسواق المتنافسة لا تحتاج إلى تدخل الحكومة لإنتاج عملية توزيع دخل مقبولة، ودفع الإبداع، وتوفير البنية الأساسية الضرورية، وتسليم المنافع العامة
هل سيكون مستقبل زاهر او كئيب .. بين المفترض والمفترض 
———————————
من الواضح أن التكنولوجيات الجديدة وعمليات إدماج المليارات من العمال الإضافيين في الأسواق العالمية خلقت الفرص التي ينبغي لها أن تعني المزيد من الازدهار في العقود المقبلة مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة، ومع هذا يحذر الساسة “المسؤولون” في كل مكان مواطنيهم من “معتاد جديد” يتسم بالنمو الراكد. 
ليس من المستغرب إذن أن تثور ثائرة الناخبين.
يستشعر الناس أن قادتهم يملكون الأدوات الاقتصادية القوية الكفيلة بتعزيز مستويات المعيشة، حيث من الممكن طباعة النقود وتوزيعها بشكل مباشر على المواطنين، ومن الممكن رفع الحد الأدنى للأجور للحد من التفاوت بين الناس. وبوسع الحكومات أن تزيد من استثماراتها في البنية الأساسية والإبداع بتكاليف لا تتجاوز الصفر. ومن الممكن أن يعمل التنظيم المصرفي على تشجيع الإقراض بدلا من تقييده.
ولكن نشر مثل هذه السياسات الراديكالية يعني رفض النظريات التي هيمنت على الاقتصاد منذ ثمانينيات القرن العشرين، جنبا إلى جنب مع الترتيبات المؤسسية التي تقوم عليها، مثل معاهدة ماستريخت في أوروبا، والواقع أن قلة من الأشخاص “المسؤولين” ما زالوا على استعداد لتحدي العقيدة الاقتصادية التي سادت قبل الأزمة.
وهنا انتبهوا .. ولاحظوا كيف ينمو التيار الراديكالي في العالم .. وسوف يحقق الكثير من اهدافه على الصعيدين السياسي والاقتصادي كما سنرى لاحقا .. 
ولكن كما يرهنت جميع المتغيرات الكبرى في حياة البشرية ان العالم يسير الى الامام وان حياة الناس تصبح افضل مما كانت عليه وان الثورات الاقتصادية تحدث نقلات لا سابق لها وتنعكس على معزم الناس بدرجات متفاوتة بالايجاب 
لكن في نفس الوقت هناك ثمن باهظ سيتم دفعه من قبل فئات عريضة من المجتمع على الاقل لفترة من الزمن الى ان يتمكن الاقتصاد الجديد من الولوج في ثقافة الغلابية العظمى من افراد المجتمع ويصبح بامكانهم العودة الى المشاركة بعملية الانتاج .
  ميادين الحرب العالمية واقطابها 
——————————-
القوى المتصارعة في الحرب العالمية الاقتصادية الجاري فصولها الان تختلف عن تلك التي كانت في القرن الماضي نختلف عن التي كانت في النصف الاول من القرن الماضي 
ففي النصف الاول من القرن الماضي كان العالم احادي القطب يدور حول الولايات المتحدة 
وفي النصف الثاني من القرن الماضي ظهرت اوروبا الملتفة حول المانيا قطبا رئيسيا وندا كبيرا للقطب الامريكي .. وظهر ايضا في نفس الوقت ولاول مرة في التاريخ الحديث قطبا اسيويا هو اليابان ندا رئيسيا ومنافسا قويا .. 
لكن لم يبق الحال على حاله في القرن الجديد الذي اصبحنا على وشك نهاية عقده الثاني .. حيث ظهر قطبا اسيويا جبارا هو الصين ليصبخ في العالم اربع اقطاب رئيسية كبرى 
وليس هذا فحسب بل ان في اوروبا في الواقع عدة اقطاب كل منها قطبا قويا … الى جانب قطبا اسيويا ينمو بسرعة هو كوريا الجنوبية وقطبا اخر في جنوب الكرة الارضة هو استراليا الى جانب القطب الروسي وان كان اضعفهم .. 
الصراع بين هذه الدول ليس على الموارد الطبيعية كما كانت الحال في القرون الماضية 
وليس صراعا على الاسواق كما كان الحال في القرن العشرين .. ولا صراعا على راس المال كما كان في مطلع القرن الواحد والعشرين حتى سنة 2008 
بل صراعا على العقول .. صراعا في مجال المعرفة .. صراعا في عالم الاختراعات والابداع 
صراعا في العلوم التطبيقية وليس العلوم النظرية .. صراعا حول تطويع الطبيعة ومكوناتها 
صراعا حول الابداع في مجال القوانين القيزيائية وامتلاك القدرة على تسخيرها في خدمة الانتاج الصناعي والخدمات التجارية والخدمات العامة صراعا حول المعلومة ومن يمتلكها اسرع ومن يرسلها اسرع ومن يقنع الناس بها اسرع واكثر 
في هذه الميادين تجري الحرب الضارية وفي هذه الميادين تشتعل الثورة الهائلة
————————————-
قواعد اقتصاد القرن العشرين انتهت وماتت .. 
بعض المعلومات عن ابرز التقنيات التكنلوجية الجديدة التي فجرت الثورة الصناعية الرابعة 
وانهت عصر الالة وعضلات الانسان 
———————————
1- الإنسان الآلي (الروبوت) Robots:
توضح الدراسة أن استخدام “الروبوت” آخذ في التزايد والتوسع في دول العالم المتقدم؛ ففي عام 2013 كان ثمة نحو 1,2 مليون “روبوت” قيد الاستخدام، وارتفع هذا العدد إلى حوالي 1,5 مليون عام 2014. ومن المتوقع أن يرتفع إلى حوالي 1,9 مليون بحلول عام 2017.
وتضيف الدراسة أن اليابان لديها أكبر عدد والذي يُقدر بنحو (306,700) روبوت، تليها أمريكا الشمالية (237,400)، والصين (182,300)، وكوريا الجنوبية (175,600)، وألمانيا (175,200) روبوت. وعموماً، ثمة توقعات أن ترتفع قيمة الاستثمار العالمي في قطاع “الروبوت” من 15 مليار دولار حالياً، إلى 67 مليار دولار بحلول عام 2025.
—————————-
2- خوارزميات الحاسوب Computerized Algorithms:
يشير الباحث إلى ما يُسمى “خوارزميات حاسوبية” وهي مجموعة القواعد الدقيقة لمعالجة حاسوبية، تهدف إلى الحصول على نتائج محددة. وقد حلت محل المعاملات الإنسانية، ففي البورصات – على سبيل المثال – يتم التداول بشكل سريع، حيث يقوم المضاربون بالشراء والبيع من خلال أجهزة الكمبيوتر التي تقوم بمعالجة أوجه القصور أو فروق السوق وتنفيذ الصفقات التي تدر الأموال على المضاربين. كما أصبحت أجهزة الكمبيوتر – باستخدام المعادلات الرياضية المعقدة – أكفأ من الإنسان في تحديد فرص التداول المُمكنة.
————————————————
3- الذكاء الاصطناعي :(AI) Artificial Intelligence
يشير هذا المفهوم إلى أجهزة الكمبيوتر التي تستطيع أن تُحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، من حيث التمتع بالتفكير الناقد. ويتم استخدام “الذكاء الاصطناعي” حالياً في مختلف المجالات، مثل: مجال التمويل، النقل، الطيران، والاتصالات السلكية واللاسلكية. وفي إطاره، تأتي النظم الخبيرة Expert systemsالتي تعمل على اتخاذ القرارات التي تتطلب توفٌّر مستوى مرتفع من الخبرة، وهذه الأنظمة تساعد في توقع المشاكل أو التعامل مع الصعوبات، ولذلك يتم استخدامها لتحل محل البشر في مختلف المجالات.
————————————————————-
4- الحقيقة المدمجة أو الواقع المعزز Augmented Reality:
هي تقنية حديثة يمكن بواسطتها تحويل الصور ثلاثية الأبعاد إلى صورة واقعية افتراضية على شاشة الحاسوب، وتقوم شركات مثلFacebook’s Oculus ، Google’s Magic Leap، Microsoft’s HoloLens بتقديم هذه التقنيات. ويتم استخدام مثل هذه التقنيات من قِبل العسكريين لتدريب المجندين على كيفية القيام بدوريات في الشوارع، فضلاً عن التدريب على أوضاع القتال.
——————————————-
5- أجهزة الاستشعار الطبية والاتصالات بين الأجهزة Medical Sensors and Machine-to-Machine Communications:
أصبحت هناك أجهزة للاستشعار تقوم بتسجيل المؤشرات الحيوية للمرضى، ثم تقوم بإحالتها إلكترونياً إلى الأطباء المتخصصين. فعلى سبيل المثال، مرضى القلب لديهم أجهزة رصد تقوم بتجميع مؤشرات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وترسل القراءات إلى الطبيب الذي يقوم بتعديل الأدوية وفقاً للمؤشرات التي وصلته، ما ساهم في تخفيض أعداد المرضى الذين كانوا يحتاجون إلى دخول المستشفيات لإجراء هذه المتابعات.
———————————————-
6- الطباعة ثلاثية الأبعاد 3-D Printing:
تعد أحد أشكال “تكنولوجيا التصنيع بالإضافة” Additive printing، حيث يتم إرسال مخططات التصميم إلى الطابعات المتخصصة التي تنتج نماذج طبق الأصل تشبه كثيراً منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج. وتتيح الطابعات ثلاثية الأبعاد للمطورين القدرة على طباعة أجزاء متداخلة معقدة التركيب.
——————————————————-
7- المركبات ذاتية التحكم Autonomous Vehicles :
أصبحت “المركبات ذاتية التحكم” و”الطائرات بدون طيار”، تقوم بوظائف كانت تتطلب تدخلاً بشرياً، ما أدى إلى إيجاد سوق جديد من الآلات والأجهزة. فالسيارات بدون سائق تُمثل واحدة من أحدث الأمثلة على ذلك، وقد وجدت الشركات المُصنعة للسيارات – مثل “أودي، وجنرال موتورز” – أن السيارات ذاتية الحكم تشهد عدداً أقل من الحوادث مقارنةً بتلك التي يقودها أشخاص.
———————————-
التطور في التكنولوجيا واثاره المتعددة 
احلال الالة محل الانسان 
——————–
دول العالم المتقدم تنتقل من عصر الالة الى عصر تكنولوجيا المعلومات هذا عنوان الحرب القائمة الان في العام وهذا هو جوهر الثورة الصناعية الجديدة 
ففي العصر الجديد أصبح استخدام “الإنسان الآلي” وغيره من التقنيات التكنولوجية الأخرى واقعاً يساهم في تغيير حياة البشر،
ومن الطبيعي ان يثير هذا التحول مخاوف بل رعبا لدى المثيرين نظراً لأثرها “اللا إنساني”. 
مما دفع العديد من مراكز الابحاث والجامعات والحكومات الى البحث عن الاثار الاجتماعية التي ستؤدي اليها هذه الثورة .. والى شكل الصراع الدائر في الحرب الكونية في سباق غير مسبوق لامترك ناصية التكنولوجيا المعلوماتية .. 
كما ان العديد جدا من الجهات البحقية والمؤسسات الاقتصادية منهمكة في دراسة الابعاد الاقتصادية وانعكاساتها على مجتمعات الدول المتقدمة وبالتالي على باقي دول العالم . 
وفي هذا الصدد، أصدر “معهد بروكنجز” دراسة بعنوان: “ماذا يحدث إذا حل الإنسان الآلي (الروبوت) محل الإنسان في شغل الوظائف؟
تأثير التكنولوجيا الجديدة على العمالة والسياسة العامة”، وهي الدراسة التي أعدها “داريل ويست” Darrell M. West – نائب الرئيس ومدير دراسات الحكم بمؤسسة بروكنجز- تناول خلالها أبرز التقنيات التكنولوجية الحديثة، وآثارها على السياسة العامة، وسبُل مواجهة تداعياتها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
خيث لوحظ النمو السريع لتقنيات التكنولوجية الجديدة ومن أبرز هذه التقنيات ما يلي:
1- الإنسان الآلي (الروبوت) Robots
2- خوارزميات الحاسوب Computerized Algorithms:
3- الذكاء الاصطناعي :(AI) Artificial Intelligence
4- الحقيقة المدمجة أو الواقع المعزز Augmented Reality:
5- أجهزة الاستشعار الطبية والاتصالات بين الأجهزة Medical Sensors and Machine-to-Machine Communications:
6- الطباعة ثلاثية الأبعاد 3-D Printing:
7- المركبات ذاتية التحكم Autonomous Vehicles :
وسوف اشرح في البوست التالي بعض الامور المتعلقة بكل تقنية على حدة
الذكاء الصناعي تهديد “وجودي” للبشرية
استند خبراء في مجالي الاقتصاد والذكاء الصناعي إلى النتائج النهائية للثورة الصناعية واختراع الآلات ودخول الكهرباء في كل المجالات تقريبا للتوصل إلى “حقيقة” مفادها بأن الذكاء الصناعي سوف يعمل على “إيجاد وظائف جديدة بشكل غير مسبوق”
الذكاء الصناعي
تتحول الكثير من الشركات إلى الاعتماد على “الذكاء الصناعي” للمساعدة في تحليل البيانات واستخدامها في اتخاذ القرارات الفاعلة والمهمة.
حذر علماء وخبراء تكنولوجيا من أن “الذكاء الصناعي” يمثل تهديدا حقيقيا للبشرية وأنه قد يجعل نصف سكان الأرض عاطلين عن العمل في غضون ثلاثة عقود، مطالبين بعدم التقليل من أهمية تأثير التطور التكنولوجي على الاقتصاد.
وفي اجتماع الرابطة الأميركية لتقدم العلوم، السبت، قال خبير التقنيات موشيه فاردي “إننا مقبلون على مرحلة ستتخطى فيها الآلات البشر في كل مهام الحياة”.
وطالب فاردي بضرورة مواجهة هذه المشكلة من الآن قبل أن تصبح مستعصية على الحل.
وكان تحذير مماثل صدر العام الماضي من عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ وأثرياء التكنولوجيا بيل غيتس وغلون ماسك، حين حذر الأول من أن الذكاء الصناعي “قد يكون بداية نهاية الجنس البشري”.
فيما حذر ماسك من أن هذا التطور التقني يمثل “أكبر تهديد وجودي” للبشرية
ويتوقع أن يؤدي التطور الحالي في الذكاء الصناعي إلى ارتفاع نسبة البطالة في العالم إلى 50 في المئة، والقضاء تقريبا على الطبقة الوسطى واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل هائل.
 
ويوضح العلماء والخبراء أن الثورة التكنولوجية الحالية تختلف عن الثورة الصناعية وغيرها، حيث كان اختراع الآلات يعني الاستغناء عن قدرات عضلية لكن تظل الحاجة للعنصر البشري للإبداع والابتكار والحلول الخلاقة.
أما مع الذكاء الصناعي، فإن الآلة تقوم بالتفكير والتقدير كذلك، ومن ثم تكاد تنعدم الحاجة للعنصر البشري في أي عمل تقريبا.
وعلى عكس بعض المتحمسين للآلات الذكية الذين يرون أن ذلك سيجعل حياة الإنسان مجرد ترفيه ومتعة فقط بلا عمل إلا ما ندر، يحذر بعض العلماء من تطورات اقتصادية/اجتماعية ستكون لها نتائج سياسية كارثية.
وكانت شركة الاستشارات الشهيرة ماكنزي نشرت دراسة العام الماضي خلصت إلى أن التكنولوجيا المتوفرة الآن يمكنها أن تجعل نحو 80 في المئة من بعض الأعمال آليا دون حاجة للبشر، وإجمالا يمكن للتكنولوجيا الحالية أن توفر نحو 45 في المئة من كل الوظائف التي يقوم بها البشر الآن.
واشارت دراسة ماكنزي إلى أن بعض المهن ستكون أقل تأثرا، مثل الأطباء ومديري صناديق الاستثمار.
وقد بدأت مؤشرات ذلك تظهر فعلا، كما في الصين حيث تم تسريح آلاف العاملين مع قيام شركات مثل سامسونغ بتطوير “الروبوت الدقيق” للقيام بمهام ما كان يقوم بها من قبل سوى الانسان.
بالطبع يبقى هناك من يعارض هذه التحذيرات، ويؤكد أن البشرية قادرة على التكيف مع اي تغيير وأنه حتى رغم أن الآلات أصبحت تسمع وترى مثل البشر إلا أن الناس ستعتاد التعامل مع الروبوت المنزلي وروبوت الخدمات.
 
واشارت دراسة ماكنزي إلى أن بعض المهن ستكون أقل تأثرا، مثل الأطباء ومديري صناديق الاستثمار.
وقد بدأت مؤشرات ذلك تظهر فعلا، كما في الصين حيث تم تسريح آلاف العاملين مع قيام شركات مثل سامسونغ بتطوير “الروبوت الدقيق” للقيام بمهام ما كان يقوم بها من قبل سوى الانسان.
بالطبع يبقى هناك من يعارض هذه التحذيرات، ويؤكد أن البشرية قادرة على التكيف مع اي تغيير وأنه حتى رغم أن الآلات أصبحت تسمع وترى مثل البشر إلا أن الناس ستعتاد التعامل مع الروبوت المنزلي وروبوت الخدمات.
وحتى الروبوت الذي يشعر ويتفاعل مع البشر سيصبح مقبولا بعد حين على نطاق واسع
الثورة الاقتصادية والانسان 
تأثير التكنولوجيا الحديثة على القوى العاملة
تقاعد مبكر للبشر مع وصول جيش الروبوتات 
حققت العديد من الشركات التكنولوجية الكبيرة توسعاً اقتصادياً دون استخدام أعداد كبيرة من الموظفين، فعلى سبيل المثال “شركة جوجل” تُقدر قيمتها بنحو 370 مليار دولار ولكن ليس لديها سوى حوالي 55 ألف موظف.
وتؤكد الدراسة على استبدال العامل البشري بآلات تكنولوجية متقدمة في مجالات متعددة، موضحة أن لذلك عواقب وخيمة على وظائف الطبقة الوسطى، وعلى مستوى الدخل الوارد إليها، حيث لن يجد أبناء هذه الطبقة فرص عمل في المستقبل. لكن من الصعب تحديد مدى تأثير التقنيات التكنولوجية الحديثة على الوظائف المختلفة بدقة، وتشير أحد الدراسات الأمريكية إلى أنه يوجد احتمال كبير بفقد 47% من العاملين في الولايات المتحدة لوظائفهم، نتيجة استبدالهم بالتقنيات التكنولوجية الحديثة على مدى العشرين عاماً المقبلة.
واحتدم الجدل 
تزداد الأتمتة (استخدام الآلات)، المشفوعة بالتقدم التكنولوجي بلا هوادة منذ عقود من الزمن. ولسنوات عديدة، انخرطت مدرستان متخصصتان في التفكير الاقتصادي في نقاش حول الآثار المحتملة التي قد تحدثها الأتمتة على الوظائف وفرص العمل والنشاط البشري: هل ستولد التكنولوجيا الحديثة بطالة شاملة، وتحرم الروبوتات البشر من وظائفهم؟
احتدم الجدل في الآونة الأخيرة بسبب الإنجازات التكنولوجية، مثل التعليم المتعمق، التي مكنت مؤخرا أحد برامج غوغل المسمى “ألفا غو” من الفوز على بطل العالم لي سيدول في لعبة “غو”، وهي مهمة تعتبر أصعب من إلحاق الهزيمة ببطل عالم في لعبة الشطرنج.
الثورة الاقتصادية والانسان 
هل سينتهي دور الانسان في الصناعة ؟ 
يتلخص السؤال في ما يلي، هل الابتكارات التكنولوجية الحديثة اليوم شبيهة بالتي كانت في الماضي والتي قضت على وظيفة صانع العربات المجرورة، ولكنها في المقابل خلقت فرص العمل في الشركات المصنعة للسيارة؟ أم أن هناك شيئا يختلف عما هو موجود اليوم بشكل ملحوظ؟
يبرز كتاب مالكولم غلادويل، الذي صدر في العام 2006 بعنوان “ذي تيبينغ بوينت” نقطة التحول في ما وصفه بـ”تلك اللحظة السحرية عندما تعبر فكرة أو اتجاها أو سلوكا اجتماعيا العتبة والأطراف لتنتشر كالنار في الهشيم”.
هل يمكننا حقا أن نكون واثقين من أننا لا نقترب من نقطة اللاعودة، مرحلة التحول، وأننا لا نخطئ الاتجاه التكنولوجي الذي يدمّر فرص عمل ليخلق أخرى وفق نظام سوف يستمر بشكل دائم على هذا النحو؟
هذا ليس مصدر قلق جديد. بالعودة إلى الماضي، تعود بقدر ما إلى الحركة اللاضية (حركه اجتماعية ثورية نشأت مع بدايات الثورة الصناعية) التي ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر في بريطانيا، تسبب التكنولوجيات الحديثة الخوف من التغييرات الحتمية التي يمكن أن تجلبها معها.
يبدو أنه من السهل إنكار المخاوف اليوم كما لو أن ليس لها أساس في الواقع. ولكن الخبير الاقتصادي جيفري ساكس من جامعة كولومبيا ولورانس كوتليكوف من جامعة بوسطن يقولان “ماذا لو أصبحت الآلات فائقة الذكاء، وذلك بفضل عقول المعالج الدقيق، وبالتالي فلا حاجة لتشغيل العمال غير المهرة؟”.
ودوّنا “الأجهزة الذكية الآن تجمع الضرائب على الطرقات السريعة، وتتحقق من السلع في المخازن، وتقيس ضغط الدم عندنا، وتدلك ظهورنا، وترشدنا إلى الاتجاهات، وتجيب على هواتفنا، وتطبع وثائقنا، وتنقل رسائلنا، وتهدهد بأطفالنا، وتقرأ كتبنا، وتطفئ أضواءنا، وتلمع أحذيتنا، وتحرس بيوتنا، وتقلع بطائراتنا، وتدوّن رغباتنا، وتعلّم أطفالنا، وتقتل أعداءنا، والقائمة تطول”.
هناك أدلة كثيرة على أن هذا القلق له ما يبرره. ومؤخرا كتب إريك برينجولفسون، وأندرو مكافي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “لعدة عقود أعقبت الحرب العالمية الثانية، كانت الإحصاءات الاقتصادية محط الأنظار في الولايات المتحدة الأميركية. نما الناتج المحلي الإجمالي، ونمت الإنتاجية أيضا، نظرا لقدرتنا على دفع كل عامل إلى المزيد من الإنتاج. وفي الوقت نفسه، خلقنا الملايين من فرص العمل، والكثير من هذه الوظائف يمكن أن يشتغل فيها العامل الأميركي العادي، الذي لم يكن (ولا يزال لا يملك) شهادة جامعية، للتمتع بمستوى معيشي عال ومرتفع. ولكن.. أصبح نمو الإنتاجية ونمو العمالة لا ينفصلان عن بعضهما البعض”.
الثورة الصناعية الجديدة انتاج اكبر عمالة اقل 
العمالة في قطاع الصناعة أقل مما كانت عليه في أواخر الأربعينات
وفق ما أظهرته البيانات، الرسمية شهد الاقتصاد الأميركي أداء ضعيفا للغاية طال 90 في المئة من الأميركيين على مدى الأربعين عاما الماضية. تقود التكنولوجيا إلى تحسين الإنتاجية، التي تؤدي إلى نمو الاقتصاد. ولكن معظم الناس لم يلمس أي فائدة من هذا النمو.
في الوقت الذي لا يزال فيه الاقتصاد الأميركي يخلق فرصا للعمل، إلا أنها لا تبدو كافية لتغطية احتياجات المجتمع. تراجع معدل المشاركة في القوى العاملة، والذي يقيس الجزء النشط من القوى العاملة منذ أواخر التسعينات.
في الوقت الذي كان فيه الناتج الصناعي في أعلى مستوياته على الإطلاق، تبدو العمالة في قطاع الصناعة أقل مما كانت عليه في أواخر الأربعينات.
وشهدت أجور العاملين من دون إشراف خاص ركودا منذ أواخر الستينات، وظلت نسبة الأجور العامة إلى الناتج المحلي الإجمالي منخفضة منذ العام 1970. وعلى المدى الطويل تتجه البطالة نحو الارتفاع، وأصبح التفاوت موضوع مناقشة عالميا في أعقاب نشر طوماس بيكيتيس لكتابه “كابيتال إن ذي تونتي فرست سنتري” (رأس المال في القرن الحادي والعشرين) في العام 2014.
الشيء الفظيع، أن الاقتصاديين أنجوس ديتون، الحائز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية في العام 2015 والأستاذة أني كايز، اكتشفا أم معدل وفيات البيض من الأميركيين الذين هم في منتصف العمر قد تزايد خلال الـ25 عاما الماضية، وذلك بسبب الانتحار وتعاطي المخدرات.
لكن هل الأتمتة المدفوعة بالتقدم التكنولوجي، بشكل عام، والذكاء الاصطناعي والروبوتات على وجه الخصوص، هي السبب الرئيسي لهذا التراجع الاقتصادي للأميركيين العاملين.
في الاقتصاد، من الأسهل الموافقة على البيانات بدلا من الموافقة على علاقة السببية. العديد من العوامل الأخرى يمكن أن تكون في الصورة، مثل العولمة، ورفع القيود وتراجع النقابات وما شابه ذلك.
وكشف استطلاع للرأي في العام 2014 أن الاقتصاديين الأكاديميين الرائدين الموجهين من مبادرة شيكاغو عن الأسواق العالمية، بشأن تأثير التكنولوجيا على العمالة والدخل، أن 43 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع هم من المؤيدين لفكرة أن “تكنولوجيا المعلومات والأتمتة هما السببان الرئيسيان لركود الأجور في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، رغم ارتفاع الإنتاجية”، في حين عارض 28 بالمئة هذه الفكرة. وبالمثل، توصلت دراسة أجراها صندوق النقد الدولي عام 2015 إلى أن التقدم التكنولوجي هو عامل رئيسي في زيادة عدم المساواة على مدى العقود الماضية.
خلاصة القول إنه في الوقت الذي تقضي فيه الأتمتة على العديد من فرص العمل، ليس هناك ما يشير إلى أن استخدام التقنيات في السنوات الأخيرة أدى إلى خلق عدد متساو من الوظائف ذات المرتبات المجزية للتعويض عن تلك الخسائر.
وكشفت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد في العام 2014 أن عدد العمال الأميركيين الذين تحوّلوا إلى الصناعات الحديثة كان ضئيلا بشكل لافت للنظر، ففي العام 2010 كانت نسبة 0.5 بالمئة فقط من القوى العاملة تعمل في المجالات التي لم تكن موجودة في العام 2000
 مصير القوى البشرية
من خلال التطور الهائل في تقنية النانو تم صنع الانسان الالي ,, وهذا الانسان الالي سوف يكون بديلا للانسان (البشري) في معظم الانشطة الاقتصادية سواء في الصناعة او الزراعة او قطاع الخدمات .. او في مجال التجارة .. ملاحظة : لمن يرغب ممكن طلب قائمة بالانشطة التي تدار من خلال الانسان الالي ولكن هذا الانسان لن يلقى على الرصيف او يتم رميه بالبحر .. فالقوة البشرية التي نهضت على اكتافها الانتاج الوفير من السلع التي تمكنت وسائل الانتاج الجديدة من انتاجها سوف تظل محافظة على مكانتها ولكن في اطار وسياق وميادين الصناعة الجديدة .. فالصناعة الجديدة تحتاج الى قوة بشرية ضخمة جدا للعمل في مجال التكنولوجيا الجديدة خارج حدود ونطاق الدولة الاقليمية كما هي العادة .. فالدول الاقليمية الكبرى سيفيض خيرها ان جاز القول ليغطي عددا كبيرا من دول العالم الثالث .. طبعا ليس منة او كرم اخلاق بل انسجاما وبدافع مصلحتها .. حيث ان مصالحها تتطلب ان ترتقي مجتمعات العالم الثالث لانه كلما ارتقت وتطورت كلما كان السوق اكثر حيوية ونشاطا وكانت الفائدة اكبر .. وكما هو متوقع يعلق بعض الساسة على هذا الاحتمال بالقول (انه نوع جديد من الاستعمار) .. ويرد عليهم ساسة اخرين بالقول .. ان تضييق الهوة بين الشعوب هو مصلحة وخدمة للشعوب ,, ولهذا لا يتصور العلماء انه ستكون في ازمة في مجال الطاقة البشرية حتى لو اصبحت السفن والطائرات والسيارات والمصانع والسوبر ماركت والمكتبات ودور السينما وغيرها تدار دون بشر .. فكنا تم الاستغناء عن مكنسة القش وعن الفاكس وعن الهاتف الارضي وغيرها فسوف يتم الاستغناء عن الكثير من المهن ليحل محلها مهن اخرى …..
—————————
الثورة الاقتصادية اين مراكزها ؟ 
الدول المتقدمة تكنولوجياً هي :
ان مراكز الثورة الصناعية المعاصرة ثورة التقنية او ثورة المعلومات او الثورة الرقمية تتركز في الدول التالية : 
1- الدول الغربية : وتتشكل من الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن دول السوق الأوروبية المشتركة التي تتزعمها بريطانيا وهي ( ايرلندة وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وللوكسمبورغ وهولندة وألمانيا الغربية ) واليابان ، ومجموعة الدول الاسكندينافية ( السويد والنرويج وفنلندة ) ثم كندا ، وسويسرا .
2- الدول الاشتراكية : وتتشكل من الاتحاد السوفيتي وألمانيا الديمقراطية ( بولندة ) وبلغاريا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا ، ومنغوليا ، وبيبلوروسيا ، وأوكرانيا ، والصين .
3- أما سائر الدول فهي الدول النامية المستوردة المستهلكة للتكنولوجيا ، والمتخلفة في حقل التصنيع ولا سيما الصناعات الثقيلة ومنها صناعة الأسلحة ، وهذه تتكون من سبع وسبعين دولة أفريقية وآسيوية تدخل فيها الأقطار العربية بالإضافة إلى دول أمريكا اللاتينية ، وهي كلها لم تتحرر بعد من سيطرة ونفوذ الدول الكبرى التي تملك 95 بالمائة من المواد الخام اللازمة للتصنيع ، بسبب سيطرتها على الدول الأفريقية والأسيوية ودول أمريكا اللاتينية واستعمارها لها ،واستغلالها ونهبها لثرواتها وخيراتها الطبيعية ، ومع كونها لا تمثل إلا جزءا قليلا من مجموع سكان العالم
 هذه هي الحرب الحقيقية الدائرة في العالم  – 
التنافس التكنولوجي بين الدول الصناعية :-
—————————————-
تعتبر أمريكا الدولة الأولى في العالم القادرة على التأثير في الموقف الدولي وفي السياسة الدولية ، وهي كدولة استعمارية تهدف في سياستها الاقتصادية الى التفوق الاقتصادي والعسكري على غيرها من الدول الصناعية وخاصة روسيا بوصفها الدولة التي تزاحمها على اقتصاد مركز الدولة الأولى . ولذا فإنها بعد الحرب العالمية الثانية حاولت منع حلفائها من صنع الأسلحة الذرية والنووية ، فمنعت الأسرار عن بريطانيا وحاولت عرقلة برامجها ، ثم فعلت نفس الشيء بالنسبة لفرنسا فقد منع جونسون بيع أجهزة كمبيوتر أمريكية متقدمة إلى فرنسا ، فتأخر لذلك البرامج النووي الفرنسي لمدة سنتين ، والغرض من ذلك أن تبقى أمريكا حلفائها في حاجة لحمايتها .
كما ضغط كارتر على الدول النووية لإيقاف شحنات اليورانيوم المكثف إليها حيث تزود أمريكا العالم غير الشيوعي بنصف احتياجاته من اليورانيوم ، وقامت أمريكا بحملة ضد ما يسمى Fast Breeder Reactors بحجة منع انتشار المواد التي تصلح للاستخدام في الأسلحة النووية ، حتى استطاعت في أواخر السبعينات أن تسيطر على 70 بالمائة من سوق المفاعلات النووية العالمي .
وفي صناعة الكمبيوتر تحتكر الشركة الأمريكية العملاقة60 Ibm بالمائة من تجارة العالم في هذا المجال .
وفي مجال الطيران المدني حارب الأمريكان طائرة الكونكورد وهي الطائرة المدنية الوحيدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لأن الشركات الأمريكية تخلت عن مشاريع لبناء طائرة مماثلة وهي أيضا تسيطر على نسبة عالية من سوق الطائرات المدنية العالمي . وفي صناعة الفضاء استطاعت أمريكا أن تنفرد بصنع الطائرة الفضائية ( شالنجر ) وقد قامت بأكثر من خمسين رحلة حول الأرض حتى الآن .
ولا زالت أمريكا تعمل على تطوير تكنولوجيا الإشعاع وتكنولوجيا الالكترونات حتى استطاعت في العام الماضي أن تتفوق على روسيا في صناعة الكمبيوتر والصواريخ العابرة للقارات والصواريخ المدمرة للأقمار الصناعية ، وهذا ما حدا بريجان رئيس الولايات المتحدة إلى الإعلان عن مشروع حرب الفضاء في أوائل نوفمبر عام 1985 عن أن مشروع حرب الكواكب لن ينفذ إلا بعد التخلص من الأسلحة النووية الهجومية لدى القوتين العظيمتين وأنه لن يعمم إلا بعد التفاوض مع الدول التي لدينها ترسانات نووية ، وأعلن في نفس الوقت عن نجاح التجارب الجديدة التي أجرتها الولايات المتحدة الأمريكية في حقل تفجير الصواريخ واصطياد الأقمار الصناعية .
أما عن قوة روسيا فإنها تأتي بعد أمريكا في التفوق التكنولوجي وبشكل خاص في تكنولوجيا التسلح وصناعة الفضاء ، إلا أنه توجد عند الروس نقاط ضعف كثيرة في مجال العلم والتكنولوجيا فهم يتأخرون عن الأمريكان في صناعة الكمبيوتر ، وقد استورد الروس بعض أنواع الكمبيوتر الأمريكية التي تستخدم للتنقيب عن النفط ، والمعروف أن الصناعة الروسية متأخرة في مجالات منها صناعة السيارات والمفاعلات النووية والذرية . ولا تزال كل من أمريكا وروسيا حريصة على تتبع أسرار التكنولوجيا عند الأخرى بمختلف الوسائل .
وأما الدول الصناعية الأخرى فإن ألمانيا الغربية واليابان تأتي في مقدمة الدول الصناعية بعد العملاقين وقد أخذت كل منهما تنافس أمريكا على غزو الأسواق العالمية ، وكذلك بريطانيا وفرنسا فقد غزت البضائع الأوروبية واليابانية الأسواق الأمريكية في مجال السيارات وصناعة الفولاذ والصناعات الالكترونية . ولعل الذي مكن هذه الدول الصناعية الكبرى من تطوير الانجازات العلمية والتكنولوجية بهذا الشكل المخيف والمذهل هو عدم دخول هذه الدول في أية حرب عالمية منذ الحرب العالمية الثانية ،
وفي ذلك يقول هويزر قائد قوات حلف الأطلنطي ( الناتو) وقائد القوات الأمريكية العام في أوروبا : ” أن الأعوام التي أعقبت الحرب العالمية الثانية أتسمت بالسلام والرخاء في غرب أوروبا وبالتالي زادت التطور التكنولوجي الذي أسهم في التقدم السريع في المجالين المدني والعسكري .
ولم تكن العلاقة بين التقدم التكنولوجي المدني والعسكري من قبيل المصادفة ، بل أن هنالك عوامل أساسية أوجدت هذه العلاقة ، ولقد تدارس هذا الأمر أعضاء حلف شمال الأطلنطي )الناتو) . وفي جو السلام هذا أصبحت الظروف مهيأة تماما لمثل هذه البحوث المتعلقة بتطوير شؤونهم العسكرية والمدنية ، وتناولوها من كل جوانبها بالعقل المفتوح.
وهذا يعني أن التطور التكنولوجي لأية دولة في هذا العصر لا يتوقف على توفر القدر العالي من العلم والتكنولوجيا والخبرات الفنية والقدرة على التصنيع فحسب ، بل يتوقف أيضا على الرخاء المادي والأمن وعدم انشغال الدولة في حروب عظيمة تنهك قواها وتشل من قدراتها على تطوير العلوم والصناعات وتطوير قواتها العسكرية ، وبالتالي تحول بينها وبين تحقيق التقدم التكنولوجي . وقبل ذلك وبعد ذلك يحتاج إلى قدرة مالية ضخمة للإنفاق على الاختراعات والتجارب التكنولوجية للأسلحة والمعدات الحربية والأجهزة والآلات الصناعية والفنية اللازمة لأمور التجارب والاقتصاد والجيش ، ولذلك يقول الجنرال هويزر : ” هناك علاقة وثيقة بين القوة العسكرية للدولة وقدراتها المالية ، فكلما زادت القدرة المالية للدولة كلما مكنها ذلك من سرعة تطوير تكنولوجياتها وبالتالي تطوير قدراتها العسكرية 
البشرية تنتقل الى عصر جديد عصر ما بعد الراسمالية الصناعية 
———————————
متى يحدث التطور وتنتقل البشرية من عصر الى عصر وهل البشرية على ابواب ثورة ام انها دخلت الباب منذ سنوات ؟ 
والى اين تسير البشرية .. وما هي القضايا التي تشغل علماء العالم .. وما هو المتوقع .. ؟؟ 
ان من الاهمية بمكان ان يعرف الجميع والسياسيون على وجه الخصوص والمثقفون عامة الى اين تسير البشرية.؟ 
ومن الضروري جدا ان يتعرف الجميع على المسافة الهائلة بين ما يشغلنا نحن العرب وما يشغل علماء الغرب .؟ 
واول ما يجب معرفته هو كيف تنتقل الامم والشعوب من عصر الى عصر ؟ 
وايضا معرفة كيف يقوم الاقتصاد بالدور المركزي في تغيير وجه الكون ؟ 
.. لانه بدون معرفة ان تطور وسائل الانتاج هي التي تؤدي الى التغيير والانتقال من عصر الى عصر لا يمكن ان يكون هناك تغيير ولا تطوير لاي مجتمع من مجتمعاتنا العربية .. مهما كان عدد المخلصين .. 
ومن الضروري الاشارة الى انه لايوجد توافق على الدافع الرئيسي الذي احدث كل هذا التطور الهائل في تاريخ البشرية 
.. فالبعض مثل المتدينين وفقهاء الدين يرجعوا السبب الى ارادة رب العالمين وان عبارة “هذه ارادة الله كافية” عندهم لتفسير كل شيء غامض او غير غامض .. 
والبعض ينسب سبب التطور الى الصراع الطبقي وان التناقضات بين من يملك وبين من لا يملك هي الدافع وراء كل تغيير حدث في مسار البشرية ويتبنى هذه الرؤية الشيوعيين عموما اضافة الى اليسار الماركسي ..
وهناك وجهة نظر اخرى تعزو كل تطور وتغير شهدته البشرية الى العلم والعلوم وتعتبر ان التطور العلمي هو الذي ادى الى تطور المجتمعات والامم والشعوب …
وهناك وجهة نظر رابعة ترى ان الاقتصاد هو العامل الرئيسي دون انكار او التقليل من شان العلم والمعرفة باعتبار ان العلم والمعرفة استخدما في التطور الاقتصادي بصورة رئيسية .. وان الدافع الرئيسي لكل العلوم تقريبا هو الدافع الاقتصادي ..
وانا من انصار الرؤية الرابعة واساواصل عرض الدراسة للبرهنة على صحة مقولة ان الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للتاريخ 
من خلال عرض التطورات الاقتصادية الهائلة الجارية حاليا والتي تنقل عالمنا المعاضر من زمن الى زمن جديد ومن عصر الى عصر جديد 
متى يحدث التطور في المجتمعات البشرية ؟ …
. قليلون هم من قرأوا عن تطوّرالبشرية عبر التاريخ ولكن اظن ان كثيرين قرأوا عن التطور الذي شهدته البشرية في القرنين (19 و 20) ، هذا التطور الذي ادى الى تغيرات أساسية في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، وعلى مستوى مجتمعات ودول العالم . 
ووفق قراءة متأنية لتفاصيل رحلة التطور في اوروبا بدءا من اول عمل ثوري حققه الاوربيون على طريق عصر النهضة والمتمثل بالاكتشافات الجغرافية (اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح .. واكتشاف الامريكيتين ) وما ادى اليه هذا الاكتشاف العظيم من حصول عدد من الدول الاوروبية (اسبانيا البرتغال بريطانيا فرنسا ) على ثروات هائلة (ذهب وملح وبهارات ) 
وهنا تجد الاشارة الى ان الملح والبهارات كانت اعلى سعرا من الذهب في نهايات العصور الوسطى (كونها تشكل المادة الحافظة للطعام) 
وادى هذا التطور النوعي في الملكية الاقتصادية وفي السيطرة على طرق المواصلات التجارية .. ادى الى نمو نوعي في مجال تطوير وسائل الانتاج التي بدأت في مجال تطوير وسائل النقل عبر البحار .. بعد اكتشاف الفحم وادوات الزراعة .. التي ادت الى فائض في الانتاج الامر الذي دفع الى تطوير وسائل لتصنيع الفائض 
وهكذا ايضا في مجال صناعة الالبسة وتطوير بناء الطرق والمنازل .
والى جانب هذا كله كان هناك تطور ايضا في مكافحة الامراض بعد ان قضى الطاعون على نصف سكان اوروبا في بداية عصر النهضة ..
اذن يمكن القول ان التطور في امتلاك مصادر ثروة هائلة عبر الاكتشافات الجغرافية والسيطرة على طرق المواصلات وهذا طبعا انجاز اقتصادي هائل .. ترتب عليه تطوير وسائل الانتاج .. ترتب على ذلك تطور معارف وقدرات قوى الانتاج .. ترتب على ما سبق كله ان المجتمعات التي حققت هذا التطور وتحديدا كانت لا تزال هي بريطانيا في المقدمة تليها فرنسا فاسبانيا فالبرتغال ثم تبعتها بعض الدول كهولندا والمانيا .. 
اصبحت هي الدول القوية وهي التي على وشك ان تتحكم في العالم سياسيا .. بعد ان بدأت مؤشرات على انهيار الدولة العثمانية بعد ان فقدت طرق التجارة التقليدية التي تمر باراضي المسلمين قيمتها .. 
وتحولت التجارة الى طريق راس الرجال الصالح وانتهى عصر ما كان يعرف بطريق الحرير بين اوروبا واسيا .. 
وبالتدريج وخلال نحو 100 سنة من التراكم في مختلف المجالات والميادين .. حققت اوروبا ومعها الولايات المتحدة واليابان قفزة هائلة في مجال الصناعة الالية وخرجت تلك الدول من الصناعات اليدوية واغلب الاعمال اليدوية .. وباتت الماكينة هي معيار القوة والسطوة والسلطة . 
واستمر العالم الذي امتلك الماكينة خلال ال 100 سنة الماضية مهيمنا مسيطرا متفوقا متقدما على كل ما يعرف بدول العالم الثالث التي لم تمتلك تلك الماكينة والتي بقي نمط انتاجها الاقتصادي على حاله دون تغيير او تطوير ..
اذن التغيير يحدث عندما تصبح وسائل الانتاج القديمة لا تفي بحاجة المجتمع ويظهر مكانها وسائل انتاج جديدة عطائها افضل ومردودها افضل وتوفر حاجات اكثر وتحقق فوائد اكثر .. عندها تحدث الثورة التي تكون كما سبق وذكرت عن طريق التراكم الكمي الذي يؤدي الى تغيير نوعي
الى اين يتجه العالم ——
ان التطوّر النوعي يحدث فقط عندما تبدأ الثورات في وسائل الانتاج بالظهور، فينقل معها نمط الانتاج وعلاقات الانتاج الى مراحل اعلى فاعلى حتى تصبح السمة العامة للمجتمع ذات خصائص جديدة بقوانين جديدة بقواعد جديدة بمطالب جديدة بثقافة جديدة برؤى جديدة باحتياجات جديدة .. وكل هذا يؤدي بدوره الى تفاعلات جديدة وتطورات جديدة متصاعدة في رحلة تطور لا تتوقف طالما هناك بشر في هذا الكون .. فالتطور يؤدي الى تطور في مراحل جديدة متصاعدة لم يسبق لها مثيل .. اما الثبات فهو يؤدي الى الموت والفناء او التهميش والعيش على اطراف الكون .. وعالمنا اليوم دخل مرحلة جديدة تماما من التطور .. حيث الثورة في وسائل الانتاج تحققت من خلال الانتقال من الالة – الماكينة ,, الى وسائل جديدة تماما .. فقد مر العالم بثورة دولاب الخياطة ثم ثورة الالة البخارية ومحركات البخار ثم الثورة التكنولوجية ورافقتها الثورة الذرية .. وخلال نفس الفترة حدثت ثورات هائلة في ميادين العلوم الفيزيائية والكيميائية وعلوم الاحياء .. وحققت هذه الثورات للبشرية مكاسب هائلة لا يجادل في ذلك احد .. لكنها ومع عظمتها ودورها الرائع في ارتقاء البشرية الى مرحلة غير مسبوقة الا انها مثلها مثل ما سبقها من وسائل انتاج .. وصلت الى زمن باتت فيه غير قادرة على منافسة وسائل الانتاج الجديدة .. فاخذت تنزوي تدريجيا وتحل محلها وسائل انتاج جديدة .. وخلال عملية الانتقال من نمط انتاج يعتمد على وسائل انتاج الى نمط انتاجي جديد يعتمد على وسائل انتاج جديدة تحدث اضطرابات ونوع من الفوضى هنا وهناك .. وتحدث حالة من عدم الاستقرار .. وكل ذلك امر طبيعي جدا .. وليس كما يفسره البعض بانه علامات على انهيار الراسمالية .. وتحاول القوى القديمة مالكة وسائل الانتاج القديمة ان تقاوم بكل قوة وبكل ما تكتلكه من امكانيات عرقلة تطور وسائل انتاج جديدة وبما انها تتطور رغما عنها فانها تحاول عرقلة دخولها الى ميادين الانتاج .. لكن كل ذلك دون جدوى
 ما هي الوسائل الجديدة ؟
 ان من ابرز واهم واول وسائل الانتاج الجديدة هي ما تعرف بتقنية الميكرو كومبيوتر التي شهدت تقدما هائلا وكانت قاعدة التطوير في وسائل الاتصالات والطاقة والمواصلات . لكن البشرية (طماعة لا تتوقف عند حد) واصلت تطوير منتجات جديدة في وسائل الانتاج وبدات الصناعة تعرف ما يسمى ب (النانو تكتولوجي) وبدات تتخلى تدريجا عن تقنية الميكروكمبيوتر .. ( طبعا لم يتم التخلي عنها كلية فالتخلي كلية عنها ربما يحتاج الى سنوات لكن تراجعت نسبة الاعتماد عليها نسبيا) ووفق هذه التكنولوجيا تصبح “الذرة” وسيلة متاحة للاستخدام كوسيلة انتاج صغيرة جدا ومع ان ذلك خلق مشكلة اقتصادية سوف تتفاقم لكن دون خوف حيث ان كل تطور جديد تات معه مشاكل جديدة ، ويصف العلماء المشكلة بقولهم “ان تخفيض لاحق في حجم العناصر المكوّنة لأجهزة “الميكروايليكتريك” الصغيرة المعروفة بالـ “نانو ايليكترونيك، لا يمكن تنفيذها لأن العناصر الإليكترونية المستعملة، من الديودات، والموزعات الذكية، المؤلفة للقطع المستعملة، لا يمكنها أن تكون أقل رقة من طبقة الذرة. حتى في أجهزة الكمبيوتر البصرية السريعة والحديثة تظهر المشكلة الأخرى، وهي هندسة الكومبيوترات ذاتها وصلتها بعملية “السرعة”، اذ انه لا نستطيع أن تتجاوز السرعة القصوى للمادة ألا وهي “سرعة الضوء”. لكن هناك علماء يردوا على وجهة النظر هذه بقولهم ان ما ما يقال عن ازمة قيل سابقا كلما ظهرت وسائل انتاج جديدة ,, ومع ذلك رسخت وثبتت تقنية الطاقة الكهرومائية خلال ال 100 سنة الماضية رغم انها الحقت ضررا كبيرا بالثروة السمكية في الكثير من الدول .. كما الحقت ضررا في بعض الاراضي الزراعية لسبب السدود ايضا وجود السيارات الحديثة والطائرات والسفن الحديثة ومحطات توليد الكهرباء تسبب في ازدياد نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الجو .. وارتفعت معدلات المشاكل البيئية والصحية .. ومع ذلك اعتمد العالم على هذه المنتجات واستخدمها بكثافة وكفاءة خلال ال 100 سنة الماضية
 .. بالاضافة الى ما قيل بشأن المنتجات الالكترونية على انواعها وما تسببه من مشاكل اجتماعية او بيئية او صحية .. الا ان بعضها تصدرت كل منزل في الكون تقريبا .. ومن المشاكل التي برزت في عصر الصناعة تلك التي تتعلق بالمواد الخام .. حيث يردد الكثير من العلماء والخبراء ان العالم على وشك الدخول في ازمة (مواد خام) بعد هذا الاستنزاف الهائل لها .. الامر الذي سيؤدي كما ادى في السابق من التاريخ الى حروب لا نهاية لها
 .. لكن علماء اخرين يقولون ان العالم لن يشهد اي ازمة ندرة في المواد الخام .. بل بالعكس سيشهد العالم فائضا هائلا في المواد الخام ضاربين مثل الفحم الذي كان محورا رئيسيا لصراع دولي قديما الا انه لم يكن له اي قيمة في نصف القرن الماضي .. وكذلك سيكون حال النفط وحال الحديد وحال معظم المعادن حيث يتم استبدال معظمها وتطوير معادن جديدة بفضل ثورة النانو الالكترونية .. حيث ان التقدم التكنولوجي الهائل يقلص ويحد من حاجة الاقتصاد للموارد الطبيعية لانتاج الطاقة او المواد الخام الاخرى لكن انتبهوا فلا شيء يتم بين ليلة ونهار
التطور لن يقف عند حد ..
يقول استاذ الفيزياء في جامعة كولورادو “يجب ان نعترف انه على الرغم من الافكار المثيرة للإعجاب في السنوات الأخيرة من أواخر القرن العشرين، الا ان الأزمة في العلوم الأساسية النظرية والتجريبية – الواضحة والجلية- قد اقر بها المفهوم العلمي، ولم تنتهي المشكلة عند هذا الحد، فبالإضافة إلى حجم الظواهر العلمية الغريبة والشاذة (اي الظواهر الطبيعة التي لا نستطيع شرحها، والتي نراها في التجارب العلمية المتواصلة)، وهي في تزايد تصاعدي مستمر. كل ذلك يشهد على “عدم كفاءة العلوم الحديثة” لحل المشاكل المتنامية في كل الإتجاهات”. نعم صحيح .. ولم يدع احد انه تم حل جميع المشاكل .. بل بالعكس لا احد يتوقع انه سوف تجل المشاكل في يوم ما .. لان ذلك اليوم الذي لا تعود فيه مشاكل موجودة سيكون هو يوم نهاية العالم .. لان حياة البشرية وبقائها ونموها وتطورها قائم على مواجهة المشاكل ولابحث عن حلول لها ,, ويلاحظ علماء الانسانيات ان معظم التجارب والابحاث والدراسات انما تتم لحسابات اقتصادية وهدفها الربح المادي وليس حاجات المجتمع الاساسية .. وايضا هذا صحيح تماما وموثق ولا يحتاج الى برهنة نظرية لان لا احد ينفي ذلك فالاقتصاد هو الدافع لكل شيء .. وبعض علماء الانسانيات والذين يبدو متأثرين بالروحانيات يروا في ذلك ازمة فيقولوا “يمكن للمرء أن يتوقع افكارا جديدة غير اقتصادية مادية، سوف تؤدي إلى إعادة النظر في المفاهيم العلمية تدريجيا مع انحدار الكبير لأزمة التكنولوجيا والأفكار العلمية التقليدية. ويضيفوا ان هذا المفهوم الجديد، القائم على أساس علوم الفيزياء العصرية الجديدة، سيخلق مجموعات من المفاهيم التكنولوجية الحديثة، التي سوف تتشكل دون أن يكون لها وجود ولا جذور، لا في قاعدة التكنولوجيات ولا في العلوم التقليدية. لكن دون ظهور هذا المفهوم الجديد، ستظل تلك التكنولوجيات الحديثة غير بارزة وواضحة الا اذا ترقت الى مستوى “المبادىء الفيزيائية الحديثة”. وطبعا لا يتوقعوا الارتقاء الى مستوى المباديء الفيزيائية الحديثة .. وهذه الاطروحات معتادة وليست جديدة .. فدائما مع التحولات الكبرى على الصعيد المادي والعلمي والعقلي يظهر من يلجأ الى الروحانيات في تفسير التطورات والتغيرات بسبب عجزه عن فهم هذه التطورات من ناحية ومن ناحية اخرى كونه ليس شريكا فيها وتؤكد جميع الدراسات العلمية ان نهاية الالفية الثانية كانت تاريخ تغييرالنظريات في العلوم الطبيعية، ومع ظهور معطيات جديدة يتم تغيير جذري في مفاهيم المجتمع البالية حول بنية العالم المحيط بالبشرية .
 تكنولوجيا الالتواء ثورة هائلة في حياة البشرية
مع ثورة النانو سيكون العالم دخل عصرا جديدا تماما جاء في مجلة (ساينس) إن برنامج أنشتاين الذي يقوم على توحيد القوى الأربع في نظرية واحدة التي تعرف بـ “نظرية الحقل الموحد”، هذا البرنامج بدأ يتحقق تدريجيا، وقد وصلت النتائج إلى المعادلات الفيزيائية للنظرية المعروفة بالـ vacuum physique. وهناك حلول بدأت تتشكل عمليا لقيام نظام توضع فيها هذه المعادلات لتشمل الكهرومغناطيسية، النووية، الجاذبية والإلتواء. وبذلك يكون قد تم حل لمعضلة النظرية الفيزيائية التوحيدية superunification، واضافت المجلة ” إن تحقيق برنامج كليفورد- أنشتاين وضع الأسس النظرية التي تحققت عمليا فيما بعد بواسطة نظرية Vacuum Physique التي نجحت على الأقل نظريا ليس فقط على توحيد كل من نظرية الكهرومغناطيسية، الجاذبية، التفاعلات القوية والضعيفة، بل دمجت معها نظرية حقول الإلتواء champs de torsion (الحقول التي تم إنشاؤها مع التدوّر الكلاسيكي spin classique)” . هذا الفكر والمنطق الجديد، سوف يساعد في المستقبل القريب على توسيع وعي الانسان في ادراك أسرار للطبيعة المحيطة بنا إلى حد كبير، وهذا ما لم يستطع أن تفعله في القرن العشرين كل من نظرية النسبية، الفيزياء الذرية، نظرية الكمات الميكانيكية ونظرية الكهرومغناطسية معا. إستنادا إلى المفهوم الجديد، إن الخصائص الإستثنائية والغير إعتيادية لحقول الإلتواء اتاحت تطوير مجموعة من التكنولوجيات المعقدة، مبنية على مباديء جديدة تسمى ” تكنولوجيات الإلتواء” les technologies de torsion التي تقدمت على الفور في هذا الإتجاه. هذه التكنولوجيات تشمل كل فروع الإقتصاد العالمي وكل الميادين الإجتماعية، والسياسية والثقافية والعلمية فمجالات التأثير التي احدثته، تتضمن طاقة الإلتواء، نقل الإلتواء، إتصالات الإلتواء، إقتصاد إنتاج الإلتواء لمواد البناء، جيولوجيا الإلتواء، الجيوفيزياء، الإنتاج الكيميائي، علم البيئة، إنتاج مواد لحل مشكلة النفايات الذرية، عملية تنقية وتنظيف الأراضي من التلوث الإشعاعي، الزراعة والطب. وقسم من هذه التكنولوجيات يتم الآن إستخدامها في التجارة: علم المعادن وعلم البيئة. وقسم على وشك أن يتحقق في تكنولوجيا الإتصالات، وبعض مجلات الطب. أما في ما يتعلق بباقي المجالات، هناك تأكيدات بعض سلسلة من التجارب الناجحة، عن إحتمال البدء بالعمل بها على أرض الواقع بكفاءة عالية. أيضا سوف تقام تجربة على الطاقة الدافعة للإلتواء في الفضاء الخارجي في القريب العاجل. إن التكنولوجيات التي وضعت تحت خطة تجريبية هي تكنولوجيا إستخدام النفايات الذرية في الإقتصاد، وأيضا تكنولوجيا تنقية وتنظيف الأراضي من التلوث الإشعاعي. إن عملية تنفيذ تكنولوجيا الإلتواء هي في مرحلة التنفيذ منذ أكثر من 15 سنة، ذلك يعني أن هذه الثورة التقنية الجديدة، هذا النوع من التكنولوجيات لم يسبق لها مثيل في العالم كله من قبل. النهاية ولنا لقاءات اخرى في ميادين اعادة صناعة العقل ومناجم العلم والمعرفة

ليست هناك تعليقات