الراسمالية الجديدة – الرأسمالية الذهنية او المعرفية


الراسمالية الجديدة – الرأسمالية الذهنية او المعرفية
الثقافة القديمة مرافقة ومتلازمة مع الاقتصاد القديم
د.ندى الغاد 
فيما يخطو العالم خطوات جبارة نحو المرحلة الثالثة من الاقتصاد الراسمالي وهو اقتصاد المعرفة الرقمية متجاوزا المرحلة الاولى الراسمالية التجارية والمرحلة الثانية الراسمالية الصناعية فان الشيوعيين العرب (وغير العرب) واليساريين العرب (وغير العرب) ما زالوا عالقين عند مرحلة المفاهيم الاقتصادية للمرحلة الانتقالية بين الراسمالية التجارية والراسمالية الصناعية في نهايات القرن التاسع عشر .. لذا فان قدرتهم على التغيير او التطوير لا تتجاوز الحدود الصفرية .
فالاقتصاد العالمي تطور بشكل هائل خلال العقود الثلاثة الاخيرة وبدأ عصر جديد للراسمالية بالتشكل هو عصر المعرفة الرقمية
ويتناقض مفهوم الرأسمالية المعرفية, مع التمايز الكلاسيكي بين الثروة الاقتصادية من جهة، والكيانات الأكثر ذاتية وغير المادية من جهة أخرى.
فوفقا لبعض التفسيرات الماركسية، على سبيل المثال، فالثروة الاقتصادية هي دائما موضوعية ومادية، ونتاج العمل product of labor يفهم بأضيق معنى الكلمة – العمل على او مع المواد الطبيعية، والعمل المناسب بتحويل تلك المواد إلى منتجات مادية. فتكون المعرفة الإنسانية، في هذه الحالة، ذات صلة بعملية التحويل, بمعنى تضمنها مهارات محددة، وتقنيات، وآليات، الخ.
ولكن في العقود الأخيرة، حيث انتقل الاقتصاد بشكل متزايد بعيدا عن الصناعات التقليدية، بدأ العديد من الماركسيين القبول بالرأي القائل بأن المنتجات المعرفية – بشكل مستقل عن أية حاملات مادية – تمثل ثروة، وربما يكون لهذه الثروة قيمة.
ففي عصر المعرفة اصبحت القيمة الراسمالية لشركة مايكروسوفت مثلا اعلى لاضعاف عدة القيمة الراسمالية لشركة جنرال موتورز لصناعة السيارات او شركة فورد او تويوتا او نيسان وربما تفوق القيمة السوقية للشركات الاربع الكبرى ..
واصبحت شركة جوجل تعالد في قيمتها الراسمالية عدة مرات اضخم شركة نفطية في العالم .
وتتجاوز القيمة الراسمالية لشركة سامسونغ الكورية الجنوبية اضخم مصانع الحديد او الكهربائيات او اي من انواع المصانع التقليدية
وتسيدت صناعات البرمجة المعرفية الاقتصاد العالمي لتعلن الدخول الفعلي في عصر جديد للراسمالية قائم على المعرفة الذهنية والبرمجة الذكية لتحل محل الصناعات التقليدية التي ميزت عصر الراسمالية الصناعي .
فهل يدرك يساريوا العالم العربي حجم التحولات هذه ؟؟ وهل يدرك الاقتصاديون العرب الى اين يجب ان تتجه برامج التنمية ؟؟ نأمل ذلك

ليست هناك تعليقات