الاعلام الاقتصادي الجزء الرابع عشر تجربة كوريا الجنوبية ,,,


الاعلام الاقتصادي الجزء الرابع عشر
تجربة كوريا الجنوبية ,,,
نهضت في مواجهة ما سمي بالتهديد الشيوعي
حققت كوريا الجنوبية طفرتها الاقتصادية .. بدعم هائل من الولايات المتحدة
ولم تنهض على قاعدة برنامج تعليمي كما يردد بعض العرب
مقدمة تاريخية هام
من أشهر الحروب التي وقعت إبان الحرب الباردة وخلفت ملايين القتلى والجرحى والمفقودين.
أسباب الحرب
ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 حتى قامت روسيا باحتلال الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية مؤسسة هنالك نظاما شيوعيا. وكانت الولايات المتحدة تسيطر على الجزء الجنوبي وأقامت نظاما ديمقراطيا. وكان يفرق بين الجزأين الكوريين خط العرض 38.
في ديسمبر/كانون الأول 1948 انسحبت روسيا من الجزء الشمالي مطالبة الولايات المتحدة بالانسحاب من الجنوب الكوري، وهو ما تم فعلا.
وانتهزت كوريا الشمالية -التي كانت أكثر تسليحا من شقيقتها الجنوبية- الفرصة فأطلقت العنان لقواتها يوم 25 يونيو/حزيران 1950 متجاوزة خط العرض 38. وبدأت الأزمة الكورية التي تحولت بسرعة -في ظل الحرب الباردة- إلى أزمة دولية ظلت نيران حربها مشتعلة لثلاث سنوات.
حشود عسكرية
قامت الولايات المتحدة بعد يومين من غزو كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي واستصدار قرار في غياب الاتحاد السوفياتي ينص على اتخاذ عقوبات عسكرية ضد كوريا الشمالية، فتشكلت وفق القرار قوة تتكون من 16 دولة.
وطالب الرئيس الأميركي هاري ترومان قوات حلف شمال الأطلسي البحرية والجوية أن تهب لنصرة الكوريين الجنوبيين وأن تحمي جزيرة تايوان من احتمال غزو شيوعي آخر، كما أمر القوات البرية الأميركية المقيمة في اليابان بالتوجه إلى كوريا الجنوبية.
وتكوّن التحالف الذي حشدته أميركا -بغطاء من الأمم المتحدة- من أستراليا وبلجيكا ولوكسمبورغ وكندا وبريطانيا وكولومبيا وأثيوبيا واليونان وهولندا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وتايلند وتركيا، في حين بعثت الدانمارك والهند والسويد فرقا طبية. وقاد هذه القوات الجنرال الأميركي دوغلاس ماك آرثر الحاكم العسكري لليابان يومئذ.
غزو
كان المخطط العسكري الكوري الشمالي صارما، فبعد خمسة أيام من الغزو دخلوا سيئول عاصمة كوريا الجنوبية وحاصروا خصومهم في قطاع أرضي ضيق حول المدينة الساحلية "بوسان" في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة الكورية.
جاء رد فعل الولايات المتحدة بعد شهرين ونصف، ففي 15 سبتمبر/أيلول 1950 قام الجنرال الأميركي ماك آرثر بإنزال بحري خلف خطوط الدفاع الكورية الشمالية، وتحصنت قواته قرب إنشون وهي مدينة ساحلية في غرب كوريا الجنوبية وتبعد عن العاصمة سول بنحو أربعين كيلومترا غربا.
ولم يمض أسبوعان حتى تجلى النصر الأميركي على الكوريين الشماليين فاستعيدت سول عاصمة الجنوب يوم 28 سبتمبر/أيلول، وأُرغم الكوريون الشماليون في الثلاثين من الشهر نفسه على التراجع إلى حدود خط العرض 38.
الموقف الصيني
أمر الرئيس الأميركي هاري ترومان -إمعانا منه في ضرورة التخلص من الشيوعيين- الجنرال ماك آرثر وقواته بتجاوز خط العرض 38 وتتبع جيوش الكوريين الشماليين حتى إخراج آخر شيوعي من شبه الجزيرة الكورية.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 1950 دخلت القوات الأممية تحت الزعامة الأميركية كوريا الشمالية واحتلت يوم 18 من الشهر نفسه بيونغ يانغ العاصمة، وبحلول الـ25 من ذلك الشهر وصلت بعض طلائع جيش الجنرال ماك آرثر إلى ضفاف نهر "يالو" الفاصل بين شبه الجزيرة الكورية والصين.
عندها قررت الصين المشاركة في الحرب، فشنت هجوما شرسا ضد الأميركيين وحلفائهم في معركة حاسمة تراجع على إثرها الأميركيون وحلفاؤهم، فاستغل الصينيون نجاحهم وطفقوا يهاجمون الأراضي الكورية.
وكانت الظروف في صالح الجيش الصيني حيث كان البرد قارسا ما تسبب في إرهاق وتشتيت جنود الجنرال ماك آرثر، علما أن الجيش الصيني المهاجم بلغ عدد عناصره 340 ألف جندي، وكان يتمتع بتجهيز عسكري جيد.
وبفضل الجيش الصيني المهاجم عادت بيونغ يانغ إلى الشيوعيين بعد سبعة أسابيع من الاحتلال الأميركي أي يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 1950. وبعد شهر من ذلك أعاد الصينيون احتلال سول يوم 4 يناير/كانون الثاني 1951.
الرد الأميركي
قام الجيش الأميركي الثامن يوم 21 يناير/كانون الثاني 1951 بمؤازرة القوات الأممية بهجوم كاسح على الجيش الصيني في كوريا الجنوبية خلال عملية عرفت باسم "عملية كيلر".
وتمت استعادة سول يوم 14 مارس/آذار من العام نفسه بعد الانسحاب الصيني منها، وظل الجيش الأميركي يزحف شمالا حتى وصل إلى خط العرض 38 وتجاوزه قليلا في 22 أبريل/نيسان 1951.
وكان الجنرال ماك آرثر حريصا على متابعة الهجوم العسكري فعُزل وعُين الجنرال ماثيو ريدغواي الذي كان أكثر اعتدالا من سلفه، وهي إشارة أميركية إلى تغيير في الإستراتيجية.
كانت أعداد الجيوش المحاربة في الأزمة الكورية كالتالي:
الولايات المتحدة: 260 ألف جندي.
الأمم المتحدة: 35 ألف جندي.
كوريا الجنوبية: 340 ألف جندي.
كوريا الشمالية والصين مجتمعتان: 865 ألف جندي.
لعب السلاح الجوي دورا هاما وحاسما في معارك الحرب الكورية، فلأول مرة وبعد الحرب العالمية الثانية تم استعمال الطائرات العسكرية بشكل مكثف.
كما برزت قوة الصين في مجال الهجوم الجوي فكان لديها 1400 طائرة عسكرية نصفها من نوع
ميغ/15 السوفياتية التي كانت يومها أفضل طائرة عسكرية في العالم. ولم يتم التغلب على قوة الطيران الصيني إلا بعد أن طورت أميركا تلك السنة طائرة أف/86 وبها استطاعت مكافأة الميغ/15.
وقد ركزت أميركا على قطع طرق إمدادات الجيش الصيني، وعلى تدمير مطارات كوريا الشمالية والسكك الحديدية والجسور والمعامل الكهربائية والمراكز الصناعية. كما قصفت القواعد الكورية الشمالية الواقعة على الشواطئ.
وعرفت الحرب الكورية معاملات وصفت بالوحشية من كلا الطرفين، فقد اتهمت كل من كوريا الشمالية والصين الولايات المتحدة باستعمال أسلحة بيولوجية ضد جنودهما، كما تعرض الأسرى من الجنود الأميركيين وحلفائهم إلى أبشع أنواع التعذيب على أيدي الشيوعيين.
وقد بلغ عدد الخسائر البشرية ما بين قتيل ومفقود وجريح نحو أربعة ملايين شخص، وكان الضحايا المدنيون ضعف الضحايا العسكريين.
كوريا:
- 147
ألف جندي (كوري جنوبي) قتيل، و210 آلاف جريح.
-
ثلاثمائة ألف جندي (كوري شمالي) قتيل و220 ألف جريح.
-
تجاوز عدد الضحايا المدنيين الكوريين مليوني قتيل.
الولايات المتحدة:
- 157
ألفا و530 ضحية.
حلفاء الولايات المتحدة (الجيش الأممي):
16
ألفا و532 ضحية، منهم 3094 قتيلا.
الصين:
-
تسعمائة ألف ضحية منهم مائتا ألف قتيل.
المفاوضات والسلام
منذ 23 يونيو/حزيران 1951 وبعد سنة من المعارك الحامية، أصبح الصراع الكوري بين طرفين لا غالب ولا مغلوب بينهما، فلا الأميركيون وحلفاؤهم دحروا المد الشيوعي في شبه الجزيرة، ولا الشيوعيون الكوريون وحلفاؤهم الصينيون استطاعوا توحيد شطري كوريا تحت اللون الأحمر.
وقد عرض ممثل الاتحاد السوفييتي في الأمم المتحدة مبادرة لوقف إطلاق النار. ولم يُتوصّل إلى اتفاق بين الأمم المتحدة والصين إلا في 27 يوليو/تموز 1953 بقرية "بانمونغوم" الواقعة على خط العرض 38 الفاصل بين الكوريتين.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

التجربة الاقتصادية لكوريا الجنوبية ,,,
لم يكن العلم اساسها ولا التعليم
***********
العوامل الايجابية التي ساهمت في تحقيق التنمية الاقتصادية في كوريا الجنوبية
***
لقد ساهمت العديد من العوامل بشكل فعال ومتكامل في تحقيق التنمية الاقتصادية الكورية، وبدونها لم يكن ليتحقق ما اصطلح علماء الاقتصاد على تسميته بـ "المعجزة الاقتصادية الكورية"، ومنها ما يلي:

1.
العامل المؤسسي: مبدأ اقتصاد السوق Institutional Factor: Principle of Market Economy
-
اعتماد اقتصاد السوق الحر والمنافسة الحرة كطريق لتحقيق التنمية الاقتصادية
-
ضمن الدستور الملكية الخاصية والسوق الحر وممارسة الأنشطة الاقتصادية
-
احتكار تنظيم التجارة وقانون تجاري عادل، الإصلاح الزراعي، قانون العمل، وقوانين الانتفاع من الأراضي
-
اعتماد إستراتيجية إحلال الواردات كمرحلة أولى لإشباع الطلب المحلي، ثم إستراتيجية التصنيع من اجل التصدير كمرحلة تالية

اعادة تصنيع الزبالة احد عناصر تطور اقتصاد كوريا
اقرأوا لتعرفوا الحقائق ربما تخلصتم من خرافة مقولة التعليم يطور الاقتصاد
--------------------------------------
عامل السياسة: قيادة الحكومة
-
إنشاء مجلس التخطيط الاقتصادي عام 1961 والذي أوكلت إليه الحكومة الكورية صياغة وتنفيذ خطط وبرامج التنمية الاقتصادية.
-
صياغة السياسات التنموية الصحيحة وعمل الخطط الاقتصادية واتخاذ القرارات السياسية المناسبة وفي الوقت المناسب
-
تدخل الحكومة بشكل مباشر ومكثف في اقتصاد السوق في المراحل الأولى من عملية التنمية الاقتصادية، وعدم الاعتماد على آليات السوق وحدها لتحقيق التنمية الاقتصادية
-
تناغم وانسجام السياسات الاقتصادية والاجتماعية مع بعضها البعض، فلم يكن هناك أي تضارب بين السياسات، بل كانت تعزز إحداهما الأخرى.
-
تنفيذ السياسات الاقتصادية بكفاءة وفعالية ومعرفة التوقيت المناسب لتبني هذه السياسات
-
انسجام السياسات الاقتصادية مع مرحلة التطور الصناعي، والتغير في بيئة الأعمال
-
تفعيل أدوات السياسة الاقتصادية لتحفيز انتقال عناصر الإنتاج من قطاع صناعي الى آخر، ومن صناعة الى أخرى.
-
كإطار مؤسسي أقامت كوريا نظام اقتصادي قومي مخطط، والذي تعاونت فيه بفعالية ثلاث جهات، وهي الحكومة، الشركات الخاصة، والمواطنين. وكانت الشخصية التي لعبت الدور الكبير في صياغة وتشكيل هذا الإطار المؤسسي هو الرئيس "بارك "Park، الذي أثار اهتمام الناس للتعاون على صعيد الدولة بكاملها.
-
إخلاص وتفاني القيادة السياسية في سبيل إنجاح التجربة التنموية
-
التنسيق والتعاون الوثيق بين الشركات والحكومة Close coordination
-
استجابة القطاع الخاص للسياسات التي ترسمها الحكومة، والتنسيق والتشاور والتعاون الوثيق بين الحكومة والقطاع الخاص
-
تكوين أهداف قومية والإجماع عليها من قبل أفراد المجتمع
-
مساندة الشعب والفعاليات الشعبية للسياسات الحكومية
-
العدالة الاجتماعية والعدالة في والأجور وتحقيق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للسكان
-
إنشاء المراكز والمؤسسات التي تعنى بتحسين جودة المنتجات الكورية ورفع قابليتها للمنافسة الخارجية
-
إنشاء الوكالة الكورية لتشجيع التجارة والاستثمار لتوفير المعلومات اللازمة للمنتجين والمصدرين فيما يتعلق بمصادر المواد الخام وأسعارها في مختلف الدول، وأسعار السلع المماثلة للمنتجات المحلية في السوق الدولية، والدول المنافسة، وإجراءات الاستيراد والتصدير ... الخ.
-
تحفيز ودعم صناعات "إعادة تدوير المخلفات "، لما له من اثر جيد على نظافة البيئة والاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية.
-
تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة
-
إنشاء مؤسسات مالية تتخصص في تمويل المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة وبشروط ميسرة
-
إنشاء مؤسسة حكومية تقوم بضمان المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة التي لا تتوفر لديها ضمانات كافية للقروض
-
الاستقرار السياسي والاقتصادي، والمنافسة والانفتاح تعتبر ضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية
-
تكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين، أدى إلى خلق بيئة سليمة للمنافسة الفعالة
-
إيجاد سياسات متوازية تجاه القطاعات الإنتاجية والخدماتية المختلفة
-
الإصلاح الزراعي وتقليل الفجوة بين دخول سكان الريف والمدن
-
تطوير البنية التحتية وخاصة في المناطق الريفية وإقامة المجمعات الصناعية والمحافظة على البيئة المحيطة.
-
استخدام كوريا لتوليفة مشتركة من الأنشطة الحكومية وآليات السوق لتحقيق الانجاز الخارق والوصول إلى المستويات الحالية من التطور الاقتصادي.
-
تدخل الحكومة بشكل مباشر ومكثف في اقتصاد السوق في المراحل الأولى من عملية التنمية الاقتصادية.
-
قيام الدولة بالاستثمار في القطاعات الاقتصادية التي لا يُقدِم القطاع الخاص على الاستثمار فيها، بسبب ضخامة رأس المال المطلوب للاستثمار، أو لانخفاض هامش الربح فيها.
-
منح مختلف الحوافز لصناعات إحلال الواردات وتشجيع الصادرات
-
التحول من الحماية المغلقة إلى الانفتاح والمنافسة الخارجية
-
القيادة السياسية الفعالة والملتزمة كانت ضرورية لقيادة البلاد نحو الازدهار الاقتصادي
كوريا الجنوبية لم يطورها التعليم كما يدعي البعض
------------------------------
من عوامل النهوض الاقتصادي في كوريا الجنوبية
3 -
توسع التصدير كمحرك للنمو الاقتصادي
-
ازدهار الصناعات التحويلية الموجهة للتصدير في سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ساهم في استيعاب جزءا كبيرا من القوى العاملة العاطلة عن العمل
-
صيغت السياسات الاقتصادية بشكل مناسب مع اقتصاد السوق
-
 التركيز على الصناعات التي تحقق فيها كوريا ميزة نسبية
-
التراكم الرأسمالي المادي
-
 الادخار المحلي لم يكن كافيا
-
 خلق البيئة المناسبة وتقديم الحوافز المجزية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر منذ عام 1965م
 -
تشجيع إقامة صناعات التجميع والمشاريع المشتركة مع الشركات الأجنبية (شركات مشتركة مع الاستثمارات الاجنبية
ومن عوامل التطور الاقتصادي لكوريا الجنوبية تعديل قانون العمل والغاء البيروقراطية وبرمجة التنمية البشرية والتعليم المهني وتطوير المناهج لتواكب برامج التنمية الاقتصادية
-------------------------------------------------
تكوين الرأسمال البشري
-
  الاستثمار الكبير في التعليم وإنشاء المؤسسات التعليمية والمهنية وتحسين مواد التعليم التي تواكب عملية التنمية الاقتصادية.
-
  بث روح الطموح للتعليم أدى إلى توفر عمالة متميزة، وإداريين ورياديين متميزين وموظفين حكوميين مؤهلين.
  -
تنمية الموارد البشرية من خلال إنشاء المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب المهني، بحيث تتوائم مخرجاتها مع متطلبات واحتياجات سوق العمل الكوري ووفق مرحلة التطور الصناعي للبلد.
  -
تنفيذ برامج تدريب في مواقع العمل وفي مؤسسات التدريب المهني المتخصصة، والتي تزود سوق العمل بما يحتاجه من عمالة ماهرة.
-
  رعاية الحكومة للقوى العاملة من خلال تنفيذ العديد من برامج التأهيل وإعادة تأهيل القوى العاملة
-
  تغيير مفهوم البيروقراطية من المعنى السلبي (الروتين الممل والإجراءات المعقدة التي ليس لها فائدة سوى تأخير المعاملات وتعقيدها؛ البطء في إنجاز المهام مع كثرة الوثائق المطلوبة ؛ تعطيل مصالح الجمهور تحت مسمى القانون؛ التشدد في التمسك باللوائح والقوانين؛ اللامبالاة؛ الجمود المعاملة السيئة للمواطنين؛ تعقيد العمل وفرض العراقيل أمام المواطنين؛ عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين؛ الميل لتعقيد الأمور؛ التهرب من المسؤولية؛ المماطلة؛ التسلطية؛ الفساد؛ وتضخم عدد المشتغلين دون فائدة) إلى المعنى الايجابي، حيث صاغت البيروقراطية الكورية وطبقت السياسات والبرامج الاقتصادية الحكومية بكل بكفاءة وجدارة وأمانه وإخلاص.
وجاء هذا التحول الجذري في مفهوم البيروقراطية الكورية نتيجة قيام الحكومة بتعديل نظام العمل وإعادة هيكلة الإدارات، ووضع الشخص المناسب في العمل المناسب؛ وأسس المحاسبة والمسائلة والثواب والعقاب؛ تدعيم اللامركزية؛ تشديد الرقابة؛ توفير برامج التدريب لإتقان العمل؛ اختصار خطوات العمل؛ ربط الأجر بالإنتاجية والترقية بالإبداع؛ تدريب الرؤساء على النظام الأمثل للإدارة، إدراك الموظف لأهمية عمله، وإدراكه لقيمة الانتماء لتحقيق الصالح العام)
** من عوامل التطور الاقتصادي لكوريا الجنوبية : التقدم التقني - الريادة - العامل البيئي - الثقافة الشعبية
ليس التعليم هو من يطور الاقتصاد ويطور المجتمعات .. فكفى ترديدا لخرافة التعليم اولا
-------------------
التقدم التقني
-
  التقدم الفني يؤدي الى تخفيض تكاليف الإنتاج، وإنتاج منتجات جديدة، وزيادة العرض من السلع، وتطوير إدارة جديدة، وخلق طلب وسوق جديدين.
  -
بدأ التقدم الفني الكوري – من التجميع الى الإنتاج، ومن التقليد إلى الابتكار.
  -
تخصيص استثمارات في مجال البحث والتطوير R&D وتطوير التكنولوجيا.
 - .
الريادة
  -
الريادة القوية والإبداعية أسهمت في تعزيز النمو الاقتصادي
  -
لعب روّاد الاعمال دورا مهما في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  -
بعث الروح الريادية في المجتمع وتحفيز خريجي الجامعات للقيام بمشاريع استثمارية، وتوظيف مختلف وسائل الاعلام المتاحة لتحقيق هذا الغرض
  -
رفع الروح المعنوية وبث الحماس في المواطنين والشركات وحثهم على اخذ دور فعال في التنمية الاقتصادية للبلاد، لكي يشعر الكوري بالفخر والاعتزاز وهو يؤدي دوره في بناء الاقتصاد الوطني.
العامل البيئي
-
 الموقع الجيو- سياسي لكوريا الجنوبية
 -
الظروف الدولية الملائمة والتي دعمت بشكل غير مباشر الاقتصاد الكوري.
  -
البيئة الدولية المواتية – نظام التجارة الحرة في الاقتصاد العالمي في الستينات، وازدهار الصادرات الى دول الشرق الأوسط في السبعينات بعد ارتفاع أسعار النفط عام 1973م.
  -
المناخ الاستثماري المناسب والسياسات الاقتصادية الملائمة.
  -
توفير المناخ الديمقراطي بالمعنى السياسي والاجتماعي الذي يعتبر البيئة الصحية التي يمكن للمشاريع الاقتصادية ان تنمو وتزدهر من خلالها، ويشكل المناخ الصحي لإطلاق عملية تنموية حقيقية.
 
الثقافة الشعبية
 -
تأثرالشعب الكوري بالثقافة الصينية والفلسفة الكوفوشيسية كانت مسؤولة بشكل كبير عما تحقق في كوريا من إنجازات اقتصادية، منها تفضيل الجماعة على الفرد؛ الإعلاء من شأن العمل الجاد والشاق في سبيل الجماعة، والحرص على البعد الإنساني في علاقات العمل، واحترام الوقت.
  -
الانسجام العرقي للكوريين والولاء الخالص للوطن: لقد تجلى ذلك في تبرع المواطنين بالذهب لمساعدة الحكومة على سداد الديون الخارجية اثر الأزمة المالية التي تعرضت لها كوريا عام 1997م.
  -
تبرعت النساء الكوريات بشعرهن لعمل باروكات "شعر مستعار" وبيعها إلى أوروبا وأمريكيا لشراء الآلات والمعدات اللازمة للصناعة
  -
عمل الكوريين في المناجم الألمانية تحت ظروف عمل قاسية جدا -على عمق 1000 متر تحت سطح الأرض، كضمان للقروض التي حصلت عليها كوريا في فترة الستينات من ألمانيا (ألمانيا الغربية سابقاً). كما عملت ممرضات كوريات في المستشفيات الألمانية لنفس الغرض.
  -
حب العمل والمثابرة والالتزام والانضباط والولاء والإخلاص والاستعداد للعمل تحت ايَّة ظروف، تعتبر من أهم الصفات التي يتحلى بها الشعب الكوري.
  -
قيم الإحساس بالواجب والالتزام والجدية في العمل والتسامح الديني والعرقي بين مختلف مكونات الشعب
الخلاصة :

هكذا طورت كوريا الجنوبية اقتصادها واصبحت في مقدمة دول العالم
ليس بالتعليم كما يدعي بعض الغارقين في ثقافة ان الفكر هو الذي الدنيا
تفضلوا .. الخلاصة بايجاز
-------------------------------------
-
عندما بدأت مسيرة التنمية الاقتصادية الكورية عام 1962م، كانت كوريا الجنوبية ثالث أفقر دولة في آسيا، ولم يتجاوز نصيب الفرد من الدخل القومي في ذلك العام الـ 87 دولار أمريكي. وكانت تعاني من التخلف، وترتفع فيها نسبة الاميّة، وتفتقر الى المصادر الطبيعية، والموارد الإنتاجية الأخرى اللازمة لعملية التنمية الاقتصادية.
-
لعبت الدولة دوراً رئيسياً في عملية التنمية الاقتصادية، لأنه لا توجد مؤسسة أخرى لديها القدرة أو الموارد لقيادة مثل هذا التغيير القوي، وفي اقصر مدة ممكنة، كما كان يأمل الرئيس الكوري بارك تشونغ هيه.
-
تبني الدولة لسياسة إحلال الواردات، ثم سياسة تشجيع الصناعات الموجه للتصدير، بسبب الحاجة الماسة للعملات الصعبة
-
قادت الدولة لعملية التنمية الاقتصادية من خلال "مجلس التخطيط الاقتصادي"، الذي صاغ السياسات ووضع خطط وبرامج التنمية الاقتصادية، واشرف على تنفيذها.
-
  سعت الدولة الى السيطرة على السوق وتوجيهه بما يساعد على انجاز الأهداف التي كانت تسعى الى تحقيقها.
-
  تدخلت الدولة بشكل مباشر في الحياة الاقتصادية بهدف دفع الاستثمار والصناعات والصادرات في المسارات المرغوبة، من خلال التدخلات الانتقائية التي تركز على صناعة بعينها او قطاع بذاته، ومن خلال تقييد المنافسة او منعها، كلما وجدت مصلحة في ذلك التقييد، لتسريع وثائر الإنتاج او تنمية الصادرات.
  -
قدّمت الدولة كل أشكال العون والمساعدة، وكل التسهيلات اللازمة للصناعات الرائدة. كما حفّزت إقامة التشابكات الأمامية والخلفية بين القطاع الصناعي والقطاعات الاقتصادية الاخرى.
  -
تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومصلحة الأمة على مصلحة الفرد، كان على رأس سلّم الأولويات
  -
إعطاء القطاع الخاص دوره في الحياة الاقتصادية، وتعظيم مساهمته في عملية التنمية الاقتصادية
  –
من اجل دعم القطاع الخاص تصرفت الدولة ليس باعتبارها التابع للقطاع الخاص، بل باعتبارها السيد والخادم لهذا القطاع.
-
توفير الأطر المؤسسية لتفعيل المشاركة الشعبية في صنع القرار الاقتصادي
-
  دعم الصناعات الإستراتيجية (مثل صناعة الصلب والحديد والصناعات البتروكيماوية) بشكل كبير، خاصة عند بداية انطلاقها، والعمل على تحفيز الصناعات الفرعية المتصلة بالصناعات الإستراتيجية، وبناء شبكة صناعية متكاملة
-
  منح مختلف أنواع الحوافز للصناعات المحلية، وانتهاج الدولة سياسة التعديل المستمر لهياكل وطبيعة الحوافز، في ضوء احتياجات وأهداف التنمية الاقتصادية، وبما يحقق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والطاقات البشرية.
  -
المزج بين السياسات التنموية وبين تخطيط الدولة المركزي ونظام السوق، وتدخل الدولة بشكل مباشر في توجيه مسار التنمية الاقتصادية، وعدم الاعتماد على آليات السوق وحدها، لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
  -
الربط بين سياسات التنمية الاقتصادية والسياسات وبرامج التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة الاجتماعية
  -
إحساس المواطنين بإخلاص القيادة وتفانيها في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية، ولّد لديهم روح الانتماء والولاء للوطن
-
  الجهد الجماعي وتصميم الشعب الكوري على التحرر الاقتصادي وعدم الاعتماد على الغير، اوصل كوريا إلى مصاف الدول الصناعية، وأصبحت ثالث دولة صناعية في آسيا (بعد اليابان والصين) وعاشر دولة صناعية على مستوى العالم.
-
  لم تكن المعجزة الاقتصادية الكورية إلا تعبيرًا إلاّ عن الإرادة القوية والجهود العظيمة التي قام بها الشعب الكوري، فما حدث ليس عملاً خارقًا، ولكنه حصيلة جهد ومثابرة، وصبر وإصرار، وإخلاص وتفانٍ وانتماء وولاء لم يسبق له مثيل.
  -
المؤشرات الاقتصادية لعام 2010: الناتج المحلي الإجمالي: 1007 مليار دولار؛ نصيب الفرد من الدخل القومي: 20,265 دولار أمريكي؛ الصادرات: 466.3 مليار دولار؛ الواردات: 417.9 مليار دولار؛ الفائض في الميزان التجاري: 48.4 مليار دولار؛ أما احتياطات كوريا من العملات الأجنبية فكانت: 305 مليار دولار!
***
وأخيراً... فإن قوة الإرادة والعزيمة القوية للشعب الكوري ولقيادته الحكيمة، والإصرار على بلوغ الهدف رغم كل الصعاب، كانت أهم باعث لنمو الاقتصادي الكوري. فمن الأزمات الاقتصادية الحادة، إلى القفزات الاقتصادية الرائعة.. هكذا كانت مسيرة التنمية الاقتصادية الكورية!

ليست هناك تعليقات